إن من نعم الله على الإنسان نعمة البيان التي
أسبغها الله عليه وكرمه بها على سائر الخلق ، قال تعالى : ( الرَّحْمَنُ
عَلَّمَ الْقُرْآنَ خَلَقَ الإِنسَانَ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ)
([وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]).
وعلى قدر جلال النعمة يعظم حقها ، ويُستَوجب
شكرها ، ويستنكر كنودها وجحودها، وقد بين الإسلام كيف يستفيد الناس من هذه النعمة
المسداه ويجعلون كلا مهم الذي يتردد على ألسنتهم طريقا إلى الخير المنشود،
ويتجنبون اللغو الضائع ، والضار الذي لا فائدة من ورائه سوى ما يجنيه الإنسان على
نفسه.
قال سبحانه : (لاَ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ
نَجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ
النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ
أَجْرًا عَظِيمًا)
([وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط])
فينبغي للمسلم أن يسأل نفسه قبل أن يتحدث إلى
غيره هل هناك ما يستدعي الكلامِ، فإن وجد داعيا إليه تكلم ، و إلا فالإ نصات أولى
له وأحسن وأكمل، قال رسول الهدى صلى الله عليه وآله وسلم : (من كان يؤمن بالله
اليوم الآخر فلا يؤذ جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان
يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت).
وأخبر عليه الصلاة والسلام معاذ بن جبل حينما
سأله عن عمل يدخله الجنة ويباعده من النار، أخبره بأركان الإسلام، وقيام الليل
والجهاد في سبيل الله ثم قال : (ألا أخبرك بملاك ذلك كله، فقال : بلى يا رسول
الله، قالِ : فأخذ بلسانه، وقال كف عليك هذا، فقال : يا نبي الله وإنا لمؤاخذون
بما نتكلم به؟ فقال : ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو
على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم)
([وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]).
وقال عليه أفضل الصلاة والسلام : (من حسن إسلام
المرء تركه ما لا يعنيه)
([وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]).
وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: قلت يا
رسول الله.
(ما النجاة؟ قال، أمسك عليك لسانك ، وليسعك
بيتك ، وأبك على خطيئتك ، وجاء عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قوله : (خمس
هنَّ أحسن من الدُّهْم الموقفة (أي الجيد من الخيل)، لا تتكلم فيما لا يعنيك ،
فإنه فضل، ولا آمن عليك الوزر، ولا تتكلم فيما يعنيك حتى تجد له موضعا، فرب متكلم في أمر يعنيه قد وضعه
في غير موضعه فعيّبه، ولا تمار حليما ولا سفيهاً ؛ فإن الحليم يقليك والسفيه يؤذيك،
وأذكر أخاك إذا تغيب عنك بما تحب أن يذكر وأعفه بما تحب أن يعفيك منه، واعمل عمل
رجل يرى أنه مجازىً بالإحسان ومأخوذ بالأجرام).
إنها وصية وموعظة وحكمة ما أحسنها، وما
ِأجملها، إنها وصية حَبْر الأمة وترجمان العلم الذي دعا له المصطفى بالفقه في
الدين وعلم التأويل، رضي الله عنه وأرضاه.
والمسلم لا يستطيع هذا إلا إذا ملك لسانه وسيطر
على زمامه بقوة الخشية والمحاسبة ، فكبح لسانه حيث يجب الصمت، وضبطه حين يريد
المقال، فلا يقول إلا حقا ولا ينطق إلا صدقاً وعدلاً.
قال رسول الهدي صلى الله عليه وآله وسلمِ:
( لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه، ولا
يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه ، ولا يدخل رجل الجنة إلا أن يأمن جاره بوائقه)
([وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]).
وقد كره الإسلام اللغو وحذر منه أشد التحذير ،
لأنه يكره التفاهات وسفساف الأمور، ثم هو مضيعة للعمر في غير ما خلق الإنسان له من
جد وإنتاج.
وبقدر تنزه المسلم عن اللغو تكون درجته عند
الله، فإذا تكلم المسلم فليقل خيرا وليعود لسانه الجميل من القول ؛ فإن التعبير
الحسن عما يجول في النفس أدب عال، أخذ الله به أهل الديانات جميعا وحثهم على ذلك،
حيث يقول جل ذكره في خطاب بني إسرائيل: (وَإِذْ
أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ
وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ
وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا)
([وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]).
وقال سبحانه ((وَقُلْ
لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)
([وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]).
الآية.
وهكذا أدب الله سبحانه عباده المؤمنين ، وحثهم
على القول الحسن الجميل الذي يثاب فاعله على ذلك كما جاء في الحديث : (والكلمة
الطيبة صدقة)
([وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]).
[وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] - سورة الرحمن رقم ((1-4)).
[وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] - سورة النساء رقم ((114)).
[وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] - الترمذي 7/362-365 كتاب الإيمان باب ما جاء في حرمة الصلاة
وصححه وانظر صحيح الجامع5/29.
[وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] - الترمذي 6/106-108 كتاب الزهد ابن ماجه 2/1315-1316 كتاب الفتن
اللسان في الفتنة من حديث أبي هريرة وقد ورد عن صحابة آخرين وبلغ الحديث درجة
الصحة راجع صحيح الجامع للألباني 5/216 حديث 5787.
[وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] - أحمد.
[وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] - سورة البقرة رقم ((83)).
[وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] - سورة الإسراء رقم ((53)).
[وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] - البخاري 6/132 كتاب الجهاد – باب من أخذ الركاب ونحوه – ومسلم
2/669 كتاب الزكاة – باب بيان أن اسم صدقة يقع على كل نوع من المعروف ، كلاهما من
حديث أبي هريرة.