الساحة الإسلامية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
هدي الجنة
موافقة قول الخطيب عمله I_vote_rcapموافقة قول الخطيب عمله I_voting_barموافقة قول الخطيب عمله I_vote_lcap 
دمــ ع ــــة خ ـــشيـــة
موافقة قول الخطيب عمله I_vote_rcapموافقة قول الخطيب عمله I_voting_barموافقة قول الخطيب عمله I_vote_lcap 
المتشوقة للجنة
موافقة قول الخطيب عمله I_vote_rcapموافقة قول الخطيب عمله I_voting_barموافقة قول الخطيب عمله I_vote_lcap 
عطر الشهادة
موافقة قول الخطيب عمله I_vote_rcapموافقة قول الخطيب عمله I_voting_barموافقة قول الخطيب عمله I_vote_lcap 
pipawn et islam
موافقة قول الخطيب عمله I_vote_rcapموافقة قول الخطيب عمله I_voting_barموافقة قول الخطيب عمله I_vote_lcap 
راجية عفو الله
موافقة قول الخطيب عمله I_vote_rcapموافقة قول الخطيب عمله I_voting_barموافقة قول الخطيب عمله I_vote_lcap 
إيمــــان قلب
موافقة قول الخطيب عمله I_vote_rcapموافقة قول الخطيب عمله I_voting_barموافقة قول الخطيب عمله I_vote_lcap 
طالبة السلام
موافقة قول الخطيب عمله I_vote_rcapموافقة قول الخطيب عمله I_voting_barموافقة قول الخطيب عمله I_vote_lcap 
قمر الدجى
موافقة قول الخطيب عمله I_vote_rcapموافقة قول الخطيب عمله I_voting_barموافقة قول الخطيب عمله I_vote_lcap 
ريحانة القرآن
موافقة قول الخطيب عمله I_vote_rcapموافقة قول الخطيب عمله I_voting_barموافقة قول الخطيب عمله I_vote_lcap 
المواضيع الأخيرة
» : اجمل التوقيعات الاسلامية اختر منها ما شئت .......
موافقة قول الخطيب عمله I_icon_minitimeالسبت ديسمبر 03, 2011 3:22 pm من طرف طالبة السلام

» أعظم إنسان في الكتب السماوية
موافقة قول الخطيب عمله I_icon_minitimeالسبت ديسمبر 03, 2011 3:15 pm من طرف طالبة السلام

» حكمة بليغة...
موافقة قول الخطيب عمله I_icon_minitimeالسبت ديسمبر 03, 2011 3:04 pm من طرف طالبة السلام

» آداب الصداقة و الصحبة
موافقة قول الخطيب عمله I_icon_minitimeالسبت ديسمبر 03, 2011 2:42 pm من طرف طالبة السلام

» حوار مع ظلي
موافقة قول الخطيب عمله I_icon_minitimeالسبت ديسمبر 03, 2011 2:36 pm من طرف طالبة السلام

» ما هو سر رائحة المطر ... !!
موافقة قول الخطيب عمله I_icon_minitimeالسبت ديسمبر 03, 2011 2:25 pm من طرف طالبة السلام

» عبارات حلوه ومعاني اجمل!!!!!!
موافقة قول الخطيب عمله I_icon_minitimeالسبت ديسمبر 03, 2011 2:03 pm من طرف طالبة السلام

» الحيوان الذي لا يشرب الماء أبدا
موافقة قول الخطيب عمله I_icon_minitimeالأحد أبريل 17, 2011 4:56 am من طرف هدي الجنة

» صلاة القضاء
موافقة قول الخطيب عمله I_icon_minitimeالجمعة أبريل 08, 2011 5:26 am من طرف هدي الجنة

» صلاة المسافر
موافقة قول الخطيب عمله I_icon_minitimeالجمعة أبريل 08, 2011 5:23 am من طرف هدي الجنة

» ** المتحابون في الله يحبهم الله **
موافقة قول الخطيب عمله I_icon_minitimeالثلاثاء مارس 29, 2011 1:35 pm من طرف هدي الجنة

» هنيئا لكم يا شباب مصر العظيمة
موافقة قول الخطيب عمله I_icon_minitimeالثلاثاء مارس 29, 2011 1:17 pm من طرف هدي الجنة

» viva tunisie
موافقة قول الخطيب عمله I_icon_minitimeالثلاثاء مارس 29, 2011 12:59 pm من طرف هدي الجنة

» صلة الرحم..
موافقة قول الخطيب عمله I_icon_minitimeالأربعاء مارس 16, 2011 4:31 am من طرف MooN TearS

» شرح لإرفاق الصور للمواضيع
موافقة قول الخطيب عمله I_icon_minitimeالخميس فبراير 17, 2011 11:24 am من طرف هدي الجنة


 

 موافقة قول الخطيب عمله

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المتشوقة للجنة
حـارس ــة الإســلام
حـارس ــة الإســلام
المتشوقة للجنة


الجنس الجنس : انثى
العمر العمر : 28
عدد المساهمات عدد المساهمات : 972

موافقة قول الخطيب عمله Empty
مُساهمةموضوع: موافقة قول الخطيب عمله   موافقة قول الخطيب عمله I_icon_minitimeالأحد أكتوبر 31, 2010 11:19 am

حين يقفُ خطيب الجمعة أمام النَّاس متَحَدِّثًا، فهويذكِّرهم ويَعِظهم، ويدلُّهم على ما ينفعهم في الدُّنيا والآخرة،ويحذِّرهم مما يضرُّهم فيهما، والأصْلُ أنه لا يبتغي مِنْ وراء ذلك جزاءدُنيويًّا، ولا شُكورًا مِنَ النَّاس، إنْ هو إلاَّ مُصْلِح يرْتَسِمخُطَى المرْسَلينَ - عليهم السَّلام - في دعواتهم، ويتأسَّى بالنبيِّ -صلى الله عليه وسلَّم - في دعوته، ويَقتبس هدْيِ الصَّالحين من هذهالأمَّة؛ سلَفِها وخلَفِها، في أقوالهم وأفعالهم وسَمْتِهم.

ولَمَّا كانت الحِكْمة من مشروعيَّةالخُطبة نفْعَ الناس بها، كان الأَوْلى أن يَنتفع الخطيب بما ألقاه علىالناس قَبل أن يُلقِيه؛ لعِلْمه به وقناعته بِمَضْمونه؛ فإنَّه ما نصَح بهالناس إلاَّ وفيه خَيْر لهم، وهو أَولى بهذا الخَيْر مِنْ غَيْره.

ولكن النَّفسَ البشَريَّة مطبوعة علىالظُّلم والجهل، إلاَّ أن يتعاهَدَها صاحبُها بالإيمان والتَّقوى والتوبةوالاستغفار، ودليل ذلك كَثْرة ما يقع ممن يتصدَّرون للكلام في شؤون الناسالدِّينية والدُّنيوية؛ من مخالَفةِ أفعالهِم أقوالَهم، وليس ذلك حِكْرًاعلى الخُطَباء والدُّعاة والعلماء فحَسْب، بل حتَّى أهل السياسة والاقتصادوالطِّب والفِكْر والإعلام وغيرهم، يَكْثر فيهم مخالفة أقوالِهم أفعالَهم؛فيُوصون الناس بأشياءَ لا يفعلونها هم، ويحذِّرونهم من أشياء يَقَعون همفيها، ولكن هؤلاء لا يُؤاخِذُهم الناس كما يؤاخِذون أهلَ العلم والدَّعوةوالخَطابة، ولا يُثرِّبون عليهم مثلهم؛ لأنَّ الناس وضَعوا أهل العلموالدَّعوة والخطابة قُدْوة لهم، وهذا حقٌّ وشرَف ومسؤولية، فكانتْ مخالفةُالعالِم أو الدَّاعية أو الخطيب أقوالهم أفعالَهم أشدَّ على الناس منمُخالفة غيرهم؛ ولهذا فإنَّه يجبُ على العالِم والدَّاعية والخطيب أنيُراعُوا هذه الخصوصيَّة لهم، ويُحافظوا على هذه المَنْزلة التي بوَّأَهمالله - تعالى - إيَّاها، ويحفظوا مكانتهم في قلوب الناس بإتْباع العلمِالعملَ، وعدَمِ مخالفة القول الفعل؛ لِيَصدر النَّاس عنهم، ويَقبل الناسُمنهم، ويكون لخِطابهِم وقْعٌ في القلوب، وتأثير في النفوس.

ذمُّ مُخالفة القول الفعل:
تظاهرَتْ نصوص الكِتَاب والسُّنة علىذمِّ مخالفة قول الإنسان عمَلَه؛ لأنَّ ذلك نوْعٌ من الكذب، ويدلُّ علىضعف الإيمان، وهو طريق إلى النِّفاق، نعوذ بالله - تعالى - من ذلك،والنُّصوص الواردة في ذلك على أنواع:
النوع الأول: نُصوصٌتُثبِت أنَّ الأنبياء - عليهم السَّلام - وهم رُؤوس المُصْلِحين وأئمَّةالدُّعاة والخطباء تُوافق أقولهُم أفعالَهم، حتَّى إنَّ المكذِّبين بهم منأقوامهم لم يَرْموهم بمخالفة أفعالهِم أقوالَهم مع حاجتهم لمثل هذهالتُّهمة في صَرْف النَّاس عن الدَّعوة، لكنهم لم يَفْعلوا ذلك؛ لِعِلمهمأن الناس لا يصدِّقونهم؛ لأنَّه من الكذب الظَّاهر.

ومن الأنبياء مَن صرَّح بذلك كما فعَلشُعَيب - عليه السَّلام - حين وعَظ قومه، فبيَّن لهم أنَّه أوَّل مَنيمتثِلُ ما يدعوهم إليه حين حكَى الله - تعالى - عنه أنه قال: ﴿ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ﴾ [هود: 88]، فموافقة القَول العمل فيها تأسٍّ بالأنبياء - عليهم السَّلام.

النوع الثاني: نصوص تُفِيد أنَّ الله - تعالى - قد ذَمَّ بني إسرائيل على عدم إتْباع العِلمِ العملَ؛ فقال - سبحانه -: ﴿ أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴾ [البقرة: 44]، فإنَّهم كانوا يأمرون الناس بطاعة الله وبِتَقواه وهم يَعصُونه، فعَيَّرهم الله - تعالى[1].

وفي آيةٍ أخرى أخْبَر الله عنهم بقَوْله - سبحانه -: ﴿ وَإِذْأَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُلِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْوَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ ﴾ [آل عمران: 187]، قال مالك بن مغول - رحمه الله تعالى -: "تركوا العمل به"[2].

وفي قول الله - تعالى -: ﴿ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ ﴾ [الأعراف: 53]، وقوله - سبحانه -: ﴿ نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَانَسُوا الذِّكْرَ ﴾ [الفرقان: 18]، قال المفسِّرون: "ترَكُوا العمل به، فصاروا كالنَّاسين"[3]. ﴾ [الأعراف: 51]، وقوله - عزَّ وجلَّ -: ﴿

النوع الثالث: نصوص تُثْبِت الوعيد الشَّديد المتنوِّع في مُخالفة الإنسان قوله فِعْله:
1- فصاحبه متوعَّدٌ بمقْت الله - تعالى - كما في قوله - سبحانه -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ﴾ [الصف: 2 - 3].

2- ومُتوعَّدٌ بالعذاب في النَّار، كما في قول الله - تعالى -: ﴿ فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ * كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ * فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ ﴾ [المدثر: 49 - 51].

قال الشنقيطي - رحِمَهُ الله تعالى -: "فيَجبعلى المذكِّر - بالكسر - والمذكَّر - بالفتح - أن يَعْملا بمُقتضىالتَّذكرة، وأن يتحَفَّظا عن عدم المبالاة بها؛ لئلاَّ يكونا حِمَارين منحمُر جهنم"[4].

3-وعذابه في النَّار يكون بطريقةٍ بَشِعة منفِّرة، جاء تصويرُها في حديثأسامة بن زيد - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلَّم - قالSad(يُجاء بالرَّجل يوْم الْقيامة، فيُلْقى في النار، فتنْدلق أقْتابُه فيالنار، فيَدُور كما يدور الحمار بِرَحَاه، فيجْتمع أهْل النار عليْهفيقولون: أيْ فلان، ما شأْنُك؟ أليْس كنْتَ تأمُرنا بالمعْروف وتنْهانا عنالمنْكر؟ قال: كنْتُ آمركمْ بالمعْروف ولا آتيه، وأنْهاكمْ عن المُنْكَروآتيه))[5].

النوع الرابع: أنَّالخُطباء جاء فيهم وعيدٌ خاصٌّ إذا خالفَتْ خُطبُهم أفعالَهم، كما في حديثأنس بْن مالكٍ - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلم -قال: ((رأيْتُ ليْلة أُسْري بي رجالاً تُقْرض شفاههمْ بمقاريضَ منْ نارٍ،قلْتُ: مَنْ هؤلاء يا جبْريل؟ قال: هؤلاء خطباء منْ أمَّتك، يأْمرون الناسبالبر، وينْسوْن أنْفسهمْ وهمْ يتْلون الْكتاب، أفلا يعْقلون))[6].

وقد تمَسَّك بهذه النُّصوص مَن يرى أنَّ مَن كان مُقارفًا للمعصية، فلا يَأمر ولا ينهى، وهاهنا ثلاث مسائل:
المسألة الأولى: اشتِرَاطأن يكونَ الخطيبُ أو الدَّاعية خاليًا من المعاصي، وإلاَّ لا يَعِظ الناسولا يخطب فيهم، ولم أَقِف على أحدٍ يقول بهذا، ولازِمُ القول به تعطيلُالأمْرِ والنهي الشَّرعيِّين؛ لاِشْتراط العِصْمة منَ الذُّنوب في صاحبه.

ولهذا يجوز أن يَنصح المفضولُ الفاضلَ،وأنْ يعِظَ الطالبُ العالِمَ؛ لأنه لا أحد منَ البشَر فوق النُّصحوالمَوْعِظة مهما كانتْ مَنْزلته، ومهما علاَ كعبُه في العلم والفَضْل،وجاء في النَّصيحة التي وجَّهَها الفقيه الحنبليُّ أبو الفضل إسحاقُ بنأحمد العَلْثِي إلى العلاَّمة ابن الجوزي - رحمة الله تعالى عليهما -:"ولو كان لا يُنكِر مَن قلَّ عِلْمُه على مَن كَثُر علمه، إذًا لتعَطَّلالأمر بالمعروف، وصِرْنا كبني إسرائيل حيثُ قال - تعالى -: ﴿ كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ ﴾ [المائدة: 79]، بل ينكر المفضول على الفاضل، وينكر الفاجر على الوليِّ، على تقدير معرفة الولي"[7].

المسألة الثانية: اشتراطموافقةِ قولِه فِعلَه فيما يخطب به، فلا يحلُّ له الكلام إلا ما وافق فيهقولُه فعله، وما خالف فيه قولُه فعلَه فلا يخطب به، وفي هذه المسألة قولان:
القول الأول: يُشترطذلك؛ لأنَّ ظاهر النُّصوص السابقة تدلُّ على تقبيح من خالف قوله فعله،بمعنى أنَّه لا يَأمر بما لا يفعل، ولا ينهى عمَّا يفعل؛ لئلاَّ يتناولهالوعيد الوارد في النُّصوص السابقة، قال أبو القاسم القُشَيري الصوفي: "فشَرْطُ الأمرِ بالمعروف استعمالُ ما تَأْمر به، والانتهاءُ عما تنْهَى عنه"[8]، ويتأيَّد هذا القول بالآثار التالية:
1- عن ابن عبَّاس - رضي الله عنهما - أنه جاءه رجلٌ فقال: "يا ابن عبَّاس، إنِّي أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عنِ المنكر، قال: أوَبلَغْتَ؟ قال: أرجو، قال: فإن لم تَخْش أن تفتضح بثلاثة أحرف في كتاب الله - عزَّ وجلَّ - فافْعَل، قال: وما هُنَّ؟ قال: قوله - عزَّ وجلَّ -: ﴿ أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ ﴾ [البقرة: 44]، أحكمت هذه الآية؟ قال: لا، قال: فالحرف الثَّاني؟ قال: قوله - عزَّ وجلَّ -: ﴿ لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ﴾ [الصف: 2 - 3]، أحكمْتَ هذه الآية؟ قال: لا، قال: فالحرف الثالث؟ قال: قول العبد الصَّالح شعيب - عليه السَّلام -: ﴿ مَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ ﴾ [هود: 88]، أحكمْتَ هذه الآية؟ قال: لا، قال: فابْدَأ بنفسك"[9].

2- وقال النَّخَعي - رحِمَه الله تعالى -: "ثلاثُ آيات منَعَتْني أن أَقُصَّ على الناس: ﴿ أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ ﴾ [البقرة: 44]، ﴿ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ ﴾ [هود: 88]، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ ﴾ [الصف: 2]"[10].

3- وعن بعض السَّلَف أنه قيل له: "حَدِّثنا، فسَكَت، ثم قيل له: حدِّثْنا، فقال: أتَرَونني أن أقول ما لا أفعل، فأستَعْجِل مقْتَ الله - تعالى"[11].

القول الثاني: لايُشترط في المتصدِّي للخَطابة ألاَّ يَعِظ الناس إلاَّ بما وافَقَ فيهقولُه فعلَه، بل يعظهم بما يحتاجون ولو كان مخالفًا فيه، وهو قول عامَّةالعلماء، ويُستدلُّ له بما يلي:
1-عموم أدلَّة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والدعوة إلى الله - تعالى -إذْ ليس في شيء منها منْعُ من فرَّط في طاعةٍ من الدَّعوة إليها، ولا منعُمن وقَع في معصية من النهي عنها.

2- قول الله - تعالى -: ﴿ كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ﴾ [المائدة: 79]، فذَمَّهم الله - تعالى - لأنَّ بعضهم لم ينه بعضًا عما قارفوا من المنكرات.

قال ابنُ عَطيَّة - رحمه الله تعالى -:"وقال حُذَّاق أهل العلم: ليس من شُروط النَّاهي أن يكون سليمًا منالمعصية، بل يَنهى العُصَاةُ بعضهم بعضًا، وقال بعض الأصوليِّين: فرْضٌعلى الذين يتعاطون الكؤُوس أن ينهى بعضهم بعضًا، واستدلَّ قائل هذهالمقالة بقوله - تعالى -: ﴿ كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ ﴾ [المائدة: 79]؛ لأنَّ قولَه: "يتناهون" و"فعَلُوه" يقتضي اشتراكهم في الفِعْل، وذمَّهم على تَرْك التَّناهي"[12].

3-أن حُكم الله - تعالى - في عِباده كتابة حسَناتهم وسيِّئاتهم، ومحاسبتهمعلى أعمالهم، وليس مِن لازم اكتساب السيِّئة بُطلانُ الحسنة، إلاَّ ما كانمحبطًا للعمل وهو الشِّرك، ودعوة النَّاس إلى الخير وتحذيرهم من الشرِّحسنةٌ يُثاب العبد عليها، ووقُوعه في المُنكَر سيِّئة يُحاسَب بها، فالجهةمُنفكَّة بين ميادين اكتساب الحسَنات، وميادين اجتراح السيِّئات.

وهذاالقول هو الرَّاجح، وأمَّا الجواب عن النُّصوص المنفِّرة من مخالفة القولالفعل، فإنَّ الذمَّ فيها على المعصية مع العلم بها، وليس على النَّهيعنها، وعلى هذا المعنى اجتمعَتْ كلمة المحقِّقين من العلماء:
قال الجصَّاص - رحِمَهُ الله تعالى -: "من لَم يفعلْ سائر المعروف ولم يَنْتَه عن سائر المناكير، فإنَّ فرْضَ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر غيرُ ساقط عنه"[13].

وقال القُرطبي - رحمه الله تعالى -: "اعْلَم - وفَّقكَ الله تعالى - أنَّ التوبيخ في الآية بسبب ترك فِعْل البِرِّ، لا بسبب الأمر بالبر"[14].

وقال النَّووي - رحمه الله تعالى -: "قالالعلماء: ولا يُشترط في الآمر والنَّاهي أن يكون كامِلَ الحال ممتثلاً مايأمر به، مجتنبًا ما يَنهى عنه، بل عليه الأمر وإن كان مُخلاًّ بما يَأمربه، والنَّهي وإن كان متلبِّسًا بما ينهى عنه"[15].

وقال ابن كثير - رحمه الله تعالى -: "فكلٌّمن الأمر بالمعروف وفِعْله واجبٌ لا يَسقط أحدُهما بترْك الآخَر على أصحِّقوْلَي العلماء من السَّلف والخَلَف، وذهب بعضُهم إلى أنَّ مُرتكب المعاصيلا يَنهى غيره عنها، وهذا ضعيف... والصَّحيح أن العالِم يأمر بالمعروفوإنْ لم يفعله، ويَنهى عن المنكر وإنِ ارتَكَبَه"[16].

ونقل الحافظُ ابن حجَر عن بعض أهل العلم قولَه: "يجبالأمر بالمعروف لمن قَدر عليه ولم يَخَفْ على نفسه منه ضررًا، ولو كانالآمرُ متلبِّسًا بالمعصية؛ لأنَّه في الجملة يؤْجَر على الأمر بالمعروف،ولا سيِّما إن كان مُطاعًا، وأما إثْمه الخاصُّ به فقد يغفره الله - تعالى- له، وقد يُؤاخِذه به"[17].

وقال الشنقيطي - رحمه الله تعالى -: "فالحقُّأنَّ الأمر بالمعروف غيرُ ساقط عن صالح ولا طالح، والوعيد على المعصية لاعلى الأمر بالمعروف؛ لأنَّه في حدِّ ذاته ليس فيه إلا الخير"[18].

وأما الآثار الواردة عن ابن عبَّاسوالنَّخعي وغيرهما فهي غير ثابتة، فإنْ ثبَت شيء منها أو ثبت مِثلها عنبعض السَّلَف، فتُحمَل على التَّشديد في إتْباع العلم العمل، والتَّرهيبمن مخالفة القول للفعل، فإنْ ثبَت أنَّ أحدًا عمل بهذه الآثار فهو اجتهادفي مقابل النُّصوص لا يُتابَع عليه صاحبُه؛ إذ يجب على المتلبِّس بالمعصيةأن يَنهى الناس عنها، كما يجب على المقصِّر في الطاعة أن يأمر الناس بها،وإلاَّ جمَع إثمَيْن: إثم التلبُّس بالمعصية والتَّقصير في الطَّاعة، معإثْم تعطيل الأمْر بالمعروف والنَّهي عن المنكر، وقد نُقل عن السَّلَف مايُقابل الآثار السَّابقة، ومن ذلك:
1- قول أبي الدرداء - رضي الله عنه -: "إنِّي لآمُرُكم بالأمر وما أفعله، ولكنِّي أرجو فيه الأجر"[19].

ويُحمل قوله - رضي الله تعالى عنه - علىبعض المندوبات؛ لأنَّ الإنسان مهما بَلَغ فلا يستطيع أن يأتيَ بالسُّنَنكلِّها لا يَفُوته منها شيء، فكان يأمر بأنواعٍ من المندوبات لا يتمكَّنمِن فِعلها.

2- قول عمر بن عبدالعزيز - رحمه الله تعالى -: "لوأنَّ المرء لم يَعِظ أخاه حتىَّ يحكم نفسه ويكمل في الذي خُلِق له لعبادةربِّه، إذًا تواكل الناسُ بالخير، وإذًا يُرفع الأمر بالمعروف والنهي عنالمنكر، واستُحِلَّت المحَارم، وقلَّ الواعظون والسَّاعون لله بالنصيحة فيالأرض"[20].

3- قول سعيد بن جبير - رحِمَهُ الله تعالى -: "لوكان المرْءُ لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر؛ حتىَّ لا يكون فيه شيء،ما أَمَر أحد بمعروف ولا نهَى عن مُنكر، قال مالك: وصَدَق، مَن ذا الذي ليس فيه شيء؟!"[21].

4 - قول الحسَن لِمُطرف - رحمهما الله تعالى -: "عِظْ أصحابك، فقال: إنِّي أخاف أن أقول ما لا أفعل، قال: يرحمك الله، وأيُّنا يَفعل ما يقول؟ ويَوَدُّ الشيطان أنَّه قد ظفر بهذا فلم يأمر أحدٌ بمعروف، ولم ينْهَ عن منكر"[22].


المسألة الثالثة:
قد يتلَبَّس الخطيب بمعصية مثل: ترْكِ واجب كصِلَة الرَّحِم، أو فِعْل محرَّم كقطيعتها، فهل له أن يُؤجِّل الكلام عنها حتى يَتُوب من معصيته؛ لأنه متلبِّس بها؟ أم يبادر إلى إنكارها ولو لم يَتُب منها؟



الذييظهر - والله تعالى أعلم - أنَّ ذلك مَنُوط بحاجة الناس، فإذا احتاجوا إلىالعلم بها والتنبيه عليها، فلا يُؤخِّر الحديثَ عنها إلى أن يَتُوب؛ لمايلي:
1-عموم نصوص الأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر والدَّعوة إلى الله - تعالى- فليس في شيء منها تأجيلُ الأمر والنهي الشَّرعيِّيَن لمخالفة الآمروالناهي ما يقول، وإنما فيها ذمُّ مَن فعل ذلك كما مضى، وذمُّه لعدمانتفاعه بالخير الذي يدعو إليه لا لدعوته.

2-قول النبي - صلى الله عليه وسلَّم - تعليقًا على الذي قتَل نفْسَه في غزوةخيبر: ((لا يدْخل الْجنَّة إلاَّ مؤْمنٌ، وإن الله ليؤيِّد هذا الدِّينبالرجل الفاجر))[23]،ومنه نصْرُ أبي طالب للنبي - صلى الله عليه وسلَّم - مع أنه من أهل النار،فالله - تعالى - إذا كان قد أيَّد الدِّين ببعض الكفار، فتأييده بمسلمينمتلبِّسين بالمعاصي أولى.

3- أن الخُطبة شُرِعت لمعالجة ما يَحتاج الناس من موضوعات، فلا يَعْدِل الخطيب عن حِكمة ذلك لعلَّة فيه.

4-أنَّ دعوته إلى طاعة قَصَّر هو فيها، أو نَهْيه عن معصية وقَع هو فيها،طاعة وقُرْبة تُقرِّب إلى الله - تعالى - فلا يؤخِّر الطاعة؛ للأمربالاستباق إلى الخيرات، ولعلَّها تكون كفَّارة لذنبه، فقد قال الله -تعالى -: ﴿ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ﴾ [هود: 114]، وفي الحديث: ((وأتْبع السيِّئةَ الحسَنةَ تَمْحُها))[24]،أو لعلَّه يُرزق بسببها التوبة من ذنبه؛ لما يقوم في قلبه من الخجَلوالحياء من الله - تعالى - أو لِتَأثُّره بما ألقى على الناس من موعظة، أولتأثُّره بتأثير خطبته في الناس، فيرى فضل الله - تعالى - عليه بانقيادالناس له في هذا الأمر، فتدعوه نفسه لأنْ يكون أول المُمْتثِلين.

وعلى الخطيب أن يجاهد نفسه على ما يلي:
1-خشية الله - تعالى - بالغيب؛ فإنَّ الخطيب مُذكِّر بكلام الله تعالى وكلامرسوله - صلى الله عليه وسلَّم - فأَوْلَى أن يكون أوَّل متَّعِظ به، وقدخاطب الله - تعالى - نبيَّه محمَّدًا - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقال -سبحانه -: ﴿ إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ ﴾ [يس: 11].

2-الحَذَر من معاصي السِّرِّ، والإصرارِ عليها، فإنها سُلَّم يَهبِط بالعبدإلى نفَقِ النِّفاق المظْلِم، وهي سببٌ لذهاب الحسنات؛ كما في حديثثَوْبَانَ - رضي الله عنه - عن النبي أنَّهُ قال: ((لأَعْلمن أقْوامًا منأُمَّتي يأْتون يوم الْقيامة بحسناتٍ أمْثال جبال تهامة بيضًا، فيجْعلهاالله - عز وجل - هباءً منْثورًا))، قال ثوْبان: يا رسول الله، صِفْهم لنا،جَلِّهمْ لنا؛ أنْ لا نكون منهم ونحْن لا نعْلم، قال: ((أمَا إنَّهمْإخْوانُكم ومِنْ جِلْدتكم، ويأْخذون من الليْل كما تأْخذون، ولكنهمْأقْوامٌ إذا خَلَوْا بمحارم الله انْتهَكُوها))[25].

3- اللُّجوء إلى الله - تعالى - بالدُّعاء، والإخبات والاستغفار، وسؤاله الثَّبات على الدِّين، مع الخوف الشديد من عاقبة ذنبه.

4- الإكثار من الأعمال الصالحة المكَفِّرة؛ قال الله - تعالى -: ﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ﴾ [هود: 114].

5-وعلى الخطيب أن يَحْذَر من كثرة مخالفة فعله لقوله، وتعدُّد ذنوبه،وإصراره عليها، واستهانته بها؛ لئلاَّ يقع في النِّفاق، أو يُرْدِيهالشيطان إلى الانتكاس.

فِعْل الواجبات والانتهاء عن المحرَّمات:
وهذا واجب على كلِّ مسْلِم، فيُثاب علىفِعْل الواجبات، ويستحِقُّ العقاب على تَرْكها، كما يُثاب على اجتنابالمحرَّمات ويستحقُّ العقاب على فِعْلها، لكن هذا الواجب يكون علىالخُطَباء آكَدَ من عامَّة الناس؛ لأُمُور، منها:
1-ما علَّمَهم الله - تعالى - من حُكم الواجب والمحرَّم، فهُم من أُولِيالعلم، وأولو العلم أعلم بالأحكام من غيرهم، ومِنْ شُكرهم لله - تعالى -على ما علَّمَهم من الأحكام العملُ بما علموا، قال الله - تعالى -: ﴿ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا ﴾ [النساء: 113].

وأُمرنا أن نَذكر الله - تعالى -ونكبِّره على ما علَّمَنا وهدانا إليه من أحكام دِينه، ونشكره - عزَّوجلَّ - على ذلك؛ قال الله - تعالى -: ﴿ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 239]، وقال - سبحانه -:﴿ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [البقرة: 185].

2-أنَّهم قُدْوة الناس، وصفوة المُجتمَعات، ويَنظُر إليهم غيرُهمويقلِّدونهم في أفعالهم، فإذا كانوا يَنتهكون حرمة الشَّرع بتعطيلالواجبات، وفِعْل المحرَّمات كان غيرُهم أولى أن يَنتهكوها، وقد ذمَّ الله- تعالى - أهْلَ الكتاب بذلك، فقال - سبحانه -: ﴿ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ ﴾ [آل عمران: 70].

3-أنهم يَدْعون الناس إلى فعل الواجب، والانتهاء عن المحرَّم، ولا يَقبلالناس دعوتهم إن رَأَوهم مخالِفِين ما يَدْعون إليه؛ فيكون فِعْلُهم فتنةللنَّاس، وصدًّا لهم عن دين الله - تعالى - والصدِّ عن دين الله - تعالى -يكون بالفعل كما يكون بالقول، ومن الصدِّ بالفعل مخالفةُ الخطيب ما يدعوالناس إليه.

4-أنَّهم بِمُخالفة أقوالهم أفعالهم يشوِّهون سُمْعة الدُّعاة والخُطَباءوأهل الخير عند الناس، ويتسبَّبون في فرْيِ أعراضهم، والكلام السيِّئفيهم، قال سُفيان بن عُيَينة - رحمه الله تعالى -: "لا ينبغي للواعظ أن يذمَّ نفسه عند الموعوظين، ألم تسمع إلى قول شعيب - عليه السَّلام -: ﴿ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ ﴾ [هود: 88]؟"[26].

فِعْل المندوبات واجتِناب المكروهات:
يَحسُن بالخطباء أنْ يكونوا على أكمل حالفي أفعالهم وأَقْوالِهم، وأكثر الناس التزامًا بسنَّة النبي - صلى اللهعليه وسلَّم - ومحافَظةً على ما استطاعوا من المندوبات، واجتنابًاللمكروهات، وفي ذلك فوائِدُ تعود على الممتَثِلين لا تُحصَى، وهي من بركةمُوافقة القول الفعل، وإتْبَاع العلم العمل، فمن ذلك:
1-ثُبوت العلم ونماؤُه وزيادته؛ ذلك أنَّ الخطيب في خطبته يُلْقِي على الناسعلمًا ينفعهم، ومن أسباب زيادة العلم وبرَكَتِه العمل به؛ كما جاء عن أبيالدَّرداء - رضي الله عنه - قال: "مَن عمل بِعُشر ما يعلم علَّمَه الله ما يَجهل"[27]، وعن ابن مسعود - رضي الله عنه - أنه قال: "ما عَمِل أحدٌ بما علَّمه الله إلاَّ احتاج الناس إلى ما عنده"[28]، وقال إبراهيم الحربي - رحمه الله تعالى -: "إنَّه ينبغي للرَّجُل إذا سمع شيئًا في آداب النبيِّ أن يتمَسَّك به".

وعلَّل السخاويُّ ذلك، فقال: "ولأنَّ ذلك سببُ ثبوته وحفظه ونموِّه والاحتياج فيه إليه"[29]، وقال الشعبي وإسماعيل بن إبراهيم بن مجمع ووكيع بن الجراح - رحمهم الله تعالى -: "كُنَّا نستعين على حفظ الحديث بالعمل به"[30]، وعن سفيان الثوري - رحمه الله تعالى - قال: "العلم يَهْتف بالعمل فإنْ أجاب وإلاَّ ارتحَل"[31].

2- أنَّ العمل بالعلم زكاة له؛ كما جاء عن بِشْر بن الحارث أنَّه قال: "يا أصحابَ الحديث، أتؤدُّون زكاة الحديث؟ فقيل له: يا أبا نصر، ولِلحديث زكاةٌ؟ قال: نعَم، إذا سمعتم الحديث فما كان فيه من عمل أو صلاة أو تسبيح، استعملتموه"[32]، وعن أبي قِلاَبة قال: "إذا أحْدَثَ الله لك عِلمًا فأحدِثْ له عبادة، ولا يَكُن هَمّك أن تحدِّث به الناس"[33].

3-أن العمل بالعلم يدلُّ على انتفاع صاحبه به، وظهور آثاره عليه، فيزيده ذلكقربًا من الله - تعالى - وخشية ومحبة، قال الحسَن البصري - رحمه اللهتعالى -: "كان الرَّجل يَطْلب العلم، فلا يلبث أن يُرى ذلك في تخَشُّعه وهَدْيِه وفي لسانه وبصَرِه وبِرِّه"[34]،وقال أبو القاسم بن مَنِيع: "أردتُ الخروج إلى سُوَيد بن سعيد، فقلتُلأحمد بن حنبل يَكتُب لي إليه، فكتب: وهذا رجلٌ يَكتب الحديث، فقلت: يا أبا عبدالله، ولزومي؟ لو كتبتَ: هذا رجل من أصحاب الحديث، قال: صاحب الحديث عندنا مَن يَستعمل الحديث"[35].

اعمل بالسُّنة ولو مَرَّة:
قد يَدعو الخطيب إلى سُنَّة، سواءٌ كانتالسُّنَّة مهجورة، وهذا أعظم أجرًا؛ لما فيه من إحياء السُّنن، وقد تكونالسُّنة معمولاً بها، لكن بعض الناس مقصِّرون فيها، وينبغي للخطيب أنيَعمل بالسُّنة التي يدعو الناس إليها ولو مرَّة على الأقلِّ؛ لِيُكتب منالعاملين بما يقولون.

عن عمرو بن قيس المُلاَئي أنه قال: "إذا بلَغَك شيء من الخبَر فاعمل به ولو مرَّة تكُنْ من أهله"[36]، وقال النَّوويُّ - رحمه الله تعالى -:"ينبغي لمن بلَغَه شيءٌ من فضائل الأعمال أن يَعمل به ولو مرَّة؛ لِيَكونمن أهله، ولا ينبغي أن يتركه مطلقًا، بل يأتي بما تيسَّر منه؛ لقولهSad(وإذا أمَرْتُكم بشيء فافعلوا منه ما استطعتم))"[37].

وهذه طريقة السَّلَف الصالح - عليهم رحمة الله تعالى - ومما نُقِل عنهم في ذلك:
1- قول الإمام أحمد - رحمه الله تعالى -: "ما كتبتُ حديثًا إلاَّ وقد عملتُ به"[38].
2- وقول أبي عبدالله محمَّد بن خفيف - رحمه الله تعالى -: "ما سمعتُ شيئًا من سُنَن رسول الله - صلى الله عليه وسلَّم - إلا واستعملْتُه"[39].
3- وعن محمَّد بن أبي جعفر بن حمدان قال: "صلَّى بنا سعيدُ بن إسماعيل ليلةً بمسجده وعليه إِزَار ورداءٌ، فقلتُ لأبي: يا أبتاه، هو محْرِم؟ فقال: لا، ولكنه يَسمع منِّي "المستَخْرَج"الذي خرَّجْتُه على مُسْلم، فإذا مرَّت به سُنَّة لم يكن استعمَلَها فيمامضى أحَبَّ أن يستعملها في يومه وليلته، وأنَّه سَمِع من جملة ما قُرِئعليَّ: أن النبي - صلى الله عليه وسلَّم - صلى في إزار ورداء، فأحَبَّ أنيستعمل هذه السَّنة قبل أن يُصْبِح"[40].

العوائد وتأثيرها في العبادات:
قد يَعتاد الناسُ في دولة أو مدينة أوقرية أو مسجد عادةَ جهلٍ تسرَّبَتْ إليهم، فلَزِمُوها على أنَّها سُنَّة،وتَرَكوا السُّنَّة، وأهل مكَّة في جاهليتهم ألِفُوا عبادة الأصنام بعد أنجلَبَها لهم عمرُو بن لحي، فما دون عبادة الأصنام من البِدَع، أو هَجْرالسُّنَن، أو تبديل غيرها بها قد يتسرَّب للناس عند غلَبَة الجهل،وتصَدُّر ذوي الهوى أو الجهل، وإنما تموت السُّنن، وتنتشر البدَع بذلك.

ومِن ذلك: ماأحدَثَه بعضُ الناس في الخطبة من محْدَثات، أو قراءة سُوَر أو آيات مخصوصةفي صلوات لم تَرِد بها السُّنة، أو هَجْر ما ورَدَت به السُّنة، مثل: تركقراءة سورتي السَّجدة والإنسان فجْرَ الجمعة، أو ترك قراءة الجمعةوالمنافقون، أو الجمعة والغاشية، أو الأعلى والغاشية، ونحو ذلك، فواجب علىالخُطَباء ألاَّ يُجارُوا النَّاس في أهوائهم، ولا يتَّبِعوهم في أخطائهم،بل ينقلوهم من الخطأ إلى الصَّواب، ومن الجهل إلى العلم، ومن البدعة إلىالسُّنة، وهذه مُهِمَّة المصلحين الصادقين أتْبَاع الرسل - عليهم السَّلام- فإن الله - تعالى - إنَّما بَعَث الرُّسل للنَّاس لأجْل هذا، وقد صلَّىرجلٌ ممَّن يَكتب الحديث بجنب ابن مهْدي فلم يَرفع يديه، فلمَّا سلَّمَقال له: "ألَم تَكتب عن ابن عُيَينة حديثَ الزُّهري عن سالم عن أبيه أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلَّم - كان يرفع يديه في كلِّ تكبيرة؟ قال: نعم، قال: فماذا تقول لربِّك إذا لَقِيك في ترْكِكَ لهذا العلم وعدَمِ استعماله؟"[41].
إزراء الخطيب على نفسه:
من المُشاهَد أنَّ الخطيب في الغالِبيكون محَلَّ إعجاب النَّاس وثنائهم عليه؛ لأنَّهم يرَوْن فيه المُرْشِدلهم إلى ما يَنفعهم، الصَّادقَ في نُصْحِه لهم، ويَنْقَدِح في أذهانهمأنَّه يَعمل بما يقول لهم، فيكون عندهم محَلَّ توقير واحترام وغِبْطَة؛لِمَا يظْهر لهم من استقامته، ولا يعلمون شيئًا عن سَرِيرته؛ ولذايتحَرَّج كثير من الخطباء من مَدْح الناس وتزكيتهم لهم، وإعجابهم بهم،فيبادرون إلى الإزراء بأنفسهم والحطِّ منها، وقد ورَدَ عن السَّلَف نصوصٌكثيرة في الإزراء على النَّفس، وكَسْرِها عن العلوِّ والكِبْر، والحطِّمِنْ شأنِها؛ خشيةَ العُجْب والغرور، واستقلالهم العمل الصالح ولو كانكثيرًا؛ لأنه لا يُوازِي نِعَم الله - تعالى - عليهم؛ ولأنَّ استقلالهيحفِّز لمزيد العمل، كما أنَّ استكثاره يؤدِّي إلى العُجْب والكَسَل.

ويَكثرفي كُتُب الرِّجال وصْفُ الواحد مِن السَّلف ومَن بعدهم مِن الصالحين:وكان مُزْريًا على نفسه، ومن أمثلة إزراء السَّلَف على أنفسهم:
1- قول أيُّوب السخْتِياني - رحمه الله تعالى -: "إذا ذُكر الصالحون كنتُ عنهم بِمَعزل"[42].
2- وقول مُطرِّف بن عبدالله - رحمه الله تعالى -: "لو حمَدْتُ نفسي لقَلَيت الناس"[43]؛ أيْ: هجَرْتُهم، وقال أيضًا في دعائه بعرفة: "اللَّهم لا تَرُدَّ الناس لأجلي"[44].
3- وقول بكر بن عبدالله المُزَني - رحمه الله تعالى -: "لما نظَرْتُ إلى أهل عرفات ظنَنْتُ أنَّه قد غُفِر لهم لولا أنِّي كنتُ فيهم"[45].
قال الذَّهبي بعد أن ساقه: "قلتُ: كذلك ينبغي للعبد أن يُزْرِي على نفسه ويَهْضِمها"[46].
4- وقول يونس بن عبيدٍ - رحمه الله تعالى -: "إنِّي لأَعُدُّ مائة خصلة من خصال البرِّ ما فِيَّ منها خَصْلة واحدة"[47].
5- وقول محمد بن واسع - رحمه الله تعالى -: "لو كان يُوجَد للذنوب رِيحٌ ما قَدرتم أن تَدْنوا منِّي؛ من نتَنِ ريحي"[48].

ولكنْ في إظهار الإزراء على النَّفسمَدْخلٌ للشيطان على العبد؛ فقد يريد به استمالة الناس إليه، ومَدْحَهمبه، فرغْمَ ما يَظهر لهم من صلاحه وعبادته، وكونه قدوة للناس يُكثِر منذَمِّ نفسه فيهم، فيَنال مَدْحَهم بذلك، وجاء عن الحسَن - رحمه الله تعالى- قولُه: "ذَمُّ الرَّجل نفْسَه في العلانية مدْحٌ لها في السِّر"[49]، وكان يُقال: "مَن أظهر عيب نفْسِه فقد زَكَّاها"[50].

وتحقيق القول في ذلك أن يُقال: ينبغيالإزراء على النَّفس وهَضْمها في السِّر لا في العلن؛ لأنَّ ذلك منالتواضُع لله - تعالى - والتطامن له، والاعتراف بعظيم حقِّه، وهذه عبادةمن أجَلِّ العبادات، والأصل في العبادات إخفاؤها؛ ليتمحَّض الإخلاص،ويَنْأَى العبد بها عن الرِّياء، إلا إذا دعَتْ مصلحة راجحة لإظهار ذلك،مثل:
1- أن يكون له أتْباعٌ يريد تربيتهم على التَّواضع، وعدَمِ الكِبْر بالعلم.

2-أن يَرى إعجاب الناس بعِلْمه وعمَلِه وسَمْتِه، ويَسمع ثناءَهم عليه،فيَخشى من إسرافهم في ذلك، ويَخاف على نفسه، فيحُطَّ منها أمامهم لأجْلذلك.
ولكن يجب عليه الحذَرُ من الإخبار بمعاصٍستَرَها الله - تعالى - عليه؛ لئلاَّ يكون من المُجاهِرين بها، وإنمايتكلَّم بالعمومات كما كان الصِّدِّيق - رضي الله عنه - إذا مُدح يقول: "اللَّهمأنت أعلم بي من نفسي، وأنا أعلم بنفسي منهم، اللهم اجعلني خيرًا ممايظنُّون، واغفِرْ لي ما لا يَعلمون، ولا تؤاخِذْني بما يقولون"[51]، وقال رجلٌ للإمام أحمد - رحمه الله تعالى -: "الحمد لله الذي رأيْتُك، قال: اقعد، إيش ذا؟ مَن أنا؟"[52].

3-أن يَحُطَّ مِن نفسه؛ لِيَفرَّ من ولاية أو مَنْصب؛ كما فَعَل أبو جعفرالفريابي - رحمه الله تعالى - حين عُرض عليه القضاء فذَمَّ نفسه، وجعليقول مزريًا عليها: "أُعِيذك بالله أيُّها الأمير، مِثْلي يُولَّى القضاء؟!"[53].

4- أن يُدخِل نَفْسَه مع مجموع الناس، كقول الخطيب في خُطْبته إذا ذَكَر أهل المعاصي أو المقصِّرين في الطَّاعات: "وكلُّنا كذلك، ومَن مِنَّا يَسْلَم من ذلك؟ أدعوكم وأدعو نفسي، أو أوصيكم وأوصي نفسي"، فهذا كلُّه من الإزراء على النَّفس واستنقاصها، لكنه مع مجموع الناس فلا محذور فيه.

بل إنَّ هذا الخطاب يقرِّب الخطيب من الناس، ويحبِّبهم في قوله، وفَرْقٌ بين قول الخطيب للنَّاس: "أنعَمَ الله - تعالى - عليكم فلم تَشْكروه، ودرَأ عنكم الشرَّ فعصيتموه"، وبَيْن قوله: "أنعَمَ الله - تعالى - علينا فلم نَشْكُره، ودَرَأ الشرَّ عنا فعَصَيْناه"،فالصِّيغة الثانية أدخَلَ الخطيب نفسه مع الناس فساواها بهم، وهذا منالإزراء المحمود، وهو أقرب إلى قبول الناس؛ لأنَّهم يحسُّون بمشاركةالخطيب لهم، وقرْبِه منهم، وإحساسه بهم، وعدم استعلائه عليهم.

وجماع ذلك: أنيكون إزراؤه على نَفْسه، والحطِّ من قدره لله - عزَّ وجلَّ - وليس لغرضدنيوي، قال ابن القيِّم - رحمه الله تعالى -: "ومَقْت النَّفْس في ذاتالله من صِفَات الصِّدِّيقين، ويَدْنو العبد به من الله - تعالى - فيلحْظَة واحدة أضعافَ أضعافِ ما يدنو بالعمل... فمِن أنفَعِ ما للقلبالنَّظَر في حقِّ الله - تعالى - على العباد؛ فإنَّ ذلك يورثه مَقْتَ نفسهوالإزراءَ عليها، ويخلِّصه من العُجْب ورؤية العمل، ويَفتح له بابَ الخضوعوالذُّلِّ والانكسار بين يدَيْ ربِّه، واليأس من نفسه، وأنَّ النجاة لاتحصل له إلا بِعَفْو الله ومغفرته ورحمته"[54].

[1] جاء ذلك عن السُّدِّي وقتادة - رحمهما الله تعالى - كما في "تفسير الطبري"، 1/258.

[2] "فتح المغيث"، 2/359.
[3] "تفسير القرطبي"، 7/217، و13/11، و15/189، و"تفسير ابن كثير"، 2/221.

[4] "أضواء البيان"، 1/463

[5] رواه البخاري (3094) ومسلم (2989).

[6]رواه ابن أبي شيبة 8/446 وأحمد 3/120وعبد بن حميد (1222) وحسَّنَه البغويفي "شرح السُّنة" (4159)، والألباني في "صحيح الجامع" (129)، وجاء عن ابنعمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله: ((مَنْ دعا الناس إلى قول أوعمل ولم يعمل هو به، لم يزَلْ في سخط الله حتى يَكُفَّ، أو يعمل بما قالأو دعا إليه))؛ رواه أبو نُعَيم في "الحِلْية"، 2/7، وفي سنده عبدالله بنخراش، ضعيف، وضعَّفَه ابن كثير في "تفسيره"، 1/87، والهيثمي في "مَجْمَعالزَّوائد"، 7/276.

[7] "ذيل طبقات الحنابلة" لابن رجب، 3 /447

[8]"لطائف الإشارات"، 2/55، وغالب الذين يتكلمون عن هذه المسألة ينسبون هذاالقول للماوَرْدِي وأبي يَعْلَى في "الأحكام السُّلطانية" لكلِّ واحدمنهما، وينسبونه لغيرهما ممن بحثوا أحكام الحِسْبة؛ لأنَّهم ذَكَروا فيشروطِ المحْتَسِب أن يكونَ عدلاًً، وفي ظنِّي أن هذه النسبة غير دقيقة؛لأنَّهم - الذين تناولوا الحسبة وشَرَطوا هذا الشرط - أرادوا والي الحسبةالذي يُعيَّن من قِبَل ولي الأمر، كما هو ظاهر كلام الماوردي، 271، وهذالا يفيد أنَّهم يرون أنَّ من وقع في معصية فلا ينهى عنها، ولا أنَّ منقَصَّر في طاعة لا يأمر بها، وحكَى هذا القولَ ابنُ كثير في "تفسيره"،لكنه لم ينسبه لمعيَّن، فقال: "وذَهَب بعضهم إلى أنَّ مرتكب المعاصي لاينهى غيره عنها، وهذا ضعيف"؛ اهـ 1/86.

[9]رواه البيهقي في "الشُّعَب" (7569) والشجَري في "الأمالي"، 2/320، وابنعساكر في "تاريخه"، 23/73، وهو أثَرٌ لا يصحُّ، في سنَدِه بشر بن الحسينالأصبهاني الهلالي، يرويه عن الزبير بن عدي، قال أبو حاتم: يَكْذِب علىالزبير، وقال البخاري: فيه نظَرٌ، وقال الدَّارقطني: متروك؛ يُنظَر:"المغْنِي في الضُّعفاء"، 1/105، رقم (898) و"لسان الميزان"، 2/21.

[10] "تفسير القرطبي"، 18/80، و"المدخل" لابن الحاج، 1/5، ولم أقف عليه مسندًا.

[11] "تفسير القرطبي"، 18/80، ولم أقف عليه مسندًا أو منسوبًا لمعين.

[12] "المحرَّر الوجيز"، 2/224، ويُنظر: "تفسير الرازي"، 12/55، و"تفسير القرطبي"، (6/253 - 254)، و"تفسير أبي حيان"، 3/548.

[13] "أحكام القرآن"، للجصَّاص، 2/320.

[14] "تفسير القرطبي"، 1/366.

[15] "شرح مسلم"، 2/23.

[16] "تفسير ابن كثير"، 1/86.

[17] "فتح الباري"، 13/53.

[18] "أضواء البيان"، 1/463.

[19] رواه ابن أبي شيبة، 7/111، وأبو داود في "الزهد"، 1/320، وأبو نعيم، 1/213.

[20] رواه أبو نعيم، (5/276 - 277).

[21] "تفسير القرطبي"، 1/368، وتفسير ابن كثير، 1/86، ولم أقف عليه مسندًا.

[22] "تفسير القرطبي"، 1/367، ولم أقف عليه مسندًا.

[23] رواه من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - البخاري (6232) ومسلم (111).

[24] رواه من حديث أبي ذر - رضي الله عنه - التِّرمذيُّ، وقال: حسن صحيح (1987).

[25] رواه ابن ماجه (4245) وصحَّحَه البوصيري في "مصباح الزجاجة"، 4/245 246، والألباني في "صحيح الجامع"، (5028)

[26] رواه بحشل في "تاريخ واسط"، 259.

[27] رواه الخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي"، (34).

[28] رواه ابن عبدالبر في "جامع بيان العلم وفضله" (814).

[29] "قواعد التحديث"، ص359.

[30]أثر مجمع بن جارية رواه البيهقي في "الشُّعب" (1798) والخطيب في "اقتضاءالعلم العمل" (148) ، وأثر الشعبي رواه ابن عبدالبر في "جامع بيان العلم"(816) ، وأثر وكيع في "أمالي ابن طاهر"، (47).

[31] رواه ابن عبدالبرِّ في "جامع بيان العلم" (813) وجاء مثله عن ابن المنكدر في "اقتضاء العلم العمل" (41).

[32] رواه الخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي" (180).

[33] رواه ابن عبدالبر في "الجامع لبيان العلم" (755) والخطيب في "اقتضاء العلم العمل"، (37).

[34] رواه أحمد في "الزُّهد"، ص261 والبيهقي في "الشعب" (1809)

[35] رواه الخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي"، (183)

[36] "الباعث الحثيث"، 2/439

[37] "الأذكار" ص6، والحديث الذي ساقه في البخاري (6858) ومسلم (1337).

[38] رواه الخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي"، (184).

[39] رواه ابن عساكر، 52/406.

[40] رواه الخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي" (185).

[41] "فتح المغيث" 2/360.

[42] رواه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ"، 2/140، وأبو نعيم، 3/5 6.

[43] رواه ابن سعد 7/144، وأبو نعيم 2/210.

[44] "إغاثة اللهفان"، 1/85.

[45] رواه البيهقي في "الشعب" (8252).

[46] "سِيَر أعلام النُّبَلاء"، 4 /534.

[47] رواه أبو نعيم، 3/18، والمِزِّيُّ في "تهذيب الكَمَال"، 32/524

[48] رواه أبو نعيم، 2/349.

[49] "الآداب الشرعية"، 3/446.

[50] "أدب الدُّنيا والدِّين"، 297.

[51] رواه ابن عساكر، 30/332.

[52] "الآداب الشرعية"، لابن مفلح، 3/438.

[53] "ترتيب المَدَارك"، للقاضي عياض، 1/507.

[54] "إغاثة اللَّهفان"، (1/87 - 88).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
موافقة قول الخطيب عمله
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» دواعي قوة الخطيب
» فقه الخطيب والخطبة
» استدلال الخطيب بالسنة النبوية
» مميزات الخطيب الناجح
» استدلال الخطيب بالقرآن

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الساحة الإسلامية :: الأقسام الشرعية :: ••زاد الخطيب ..«-
انتقل الى: