علمالكلام تاريخيايُقسّم علمالكلام إلىقسمين: دقيق الكلام: وهوالبحث في صفاتالعالموظواهرهوتكوينه وحركاتهو سكوناتهبجواهره وأعراضه.وجليل الكلام:وهو البحث فيالصفاتالإلهيةوالجبروالاختيار والبعثوالمعاد ورؤيةالباري. وقد غلبالنتاجالفكري فيمسائلوموضوعات جليلالكلام علىالنتاجالفكري فيمسائل دقيق الكلام.ولا سبيل إلىانكار حقيقةأن مباحث الدقيقكانت تستهدفخدمة الجليلأصلاً. لكنالعمل فيمباحث الجليلقادتالمتكلمينإلى مهاوي أودتبهم مواردالهلاك. فقدكانت محنة خلقالقرآن محنةتاريخية ألقتبظلالهاالثقيلة علىعلم الكلامعموما، فأدت آثارتلك المحنةإلى تحريمالاشتغالبعلم الكلام.واصبحت تهمةالانتماء إلىالمعتزلة تهمةخطيرة قد توديبحياة من يتهمبها. منطلقات علمالكلامانطلقالمتكلمونبشكل أساسي منالوحي ممثلاًبالقرآن، وهوالنص الذياعتمدوه فيخلفيةمنظومتهم الفكريةلفهم العالم.وهو المصدرالأساس الذي يعوّلعليه عندهم.ولما ان النصالقرآني بحاجةإلى تفسيروتأويل فإنهماعتمدواالعقل لتفسيرهعلى أصولالبيانالعربي الذيتعبر عنه دلالاتاللغةالعربية التينزل بهاالقرآن. إذنفالقرآنواللغةوالعقل هيالركائزالثلاثةلاستنباطالأحكام والمفاهيمعندالمتكلمين,وبهذا المعنىوبهذا القدريكون النتاجالفكريللمتكلمينمنتمياً إلىالاسلام والىالعربية. المنهجيختلفالمتكلمون عنالفلاسفة فيالمنهج الموصلإلى المعرفةالحقاختلافاًجوهرياً،فعلى حينينطلق الفلاسفةمن العالم(الطبيعة،المادة،المكان،الزمان...)ليفهمونهاعبر العقلالمحض الذي تكونمهمته تفسيرالمظاهرالطبيعيةواستيعابمحركاتهاوصولاً إلىالله، نجد أنالمتكلمين قدسلكوا منهجاًمعاكساً يبدأمن الوحي ممثلاًبالقرآن إلىالعقل عبراللغة، ومهمةالعقل تأويلالوحيواستيعابمظاهر العالممن خلاله،وصولاً إلىفهم هذاالعالم وفقالمراد الالهي.ويمكن ايجازالمنهجينبالمخططينالتاليين: § الفلاسفة(اليونان)العالم ¬ العقل ¬ الله النتيجة:
إلهطبيعي له بعضصفات الإنسان.
§ المتكلمين(المسلمين)الله ¬ العقل ¬ العالمالنتيجة:
عالممفهوم وإلهمفارق لكنهقيوم المبادئمن خلالتحليل التراثالفكريالواسع الذيخلفه لناالمتكلموننجد أنهمقالوا بخمسةمبادئ أساسيةفي دقيقالكلام، وهيتقابل خمسةمبادئ أخرىمناقضة قالبها أرسطو ومنتبعه منالفلاسفة،مما شكّل أسسالرؤية الفلسفيةالسائدة عناليونان،والتي بدورهاكونت الهيكلالعام للفكرالفلسفيالإسلامي ممثلاًبطروحاتالكنديوالفارابيوابن سينا وإبنرشدوتلامذتهمومن شايعهم.وهذه المباديءالخمسة يمكنبسطها علىالنحو التالي المتكلمون | الفلاسفة |
· الحدوث | · القدم |
· التجزئة | · الإستمرارية |
· التغير والتجدد | · الثبات والإنتظام |
· التجويز والاحتمال | · الحتم |
· النسبية | · المطلق |
ولغرضتوضيحالمباديءالتي قال بهاالمتكلموننقدم فيما يليشرحا موجزالكل منها: [b] [/b]
[b]المبدأالأول: الحدوث[/b]
يُجمعالمتكلمونعلى أن اللههو القديموحده، الواجبالوجود، وكلماسواه مُحدث أيمخلوق بعد أنلم يكن، خلقهالله وهوالقيّم عليهكل آن. وبدونالله يكونالعالمعدماً، لأن كفالله عن فعلالخلق يحولالأشياءعدماً. ومعنىأن الله قديم(أو أزلي) أيأنه سابق علىالزمان. ومعنىالمُحدث أنه لميسبقه زمانولا مكان.وتكاد جميعكتب علمالكلام تفتتحمقالاتها بهذهالمسألةالقدموالحدوث فهيرأس مسائل دقيقالكلاموجليله. يقولالشهرستاني فيكتاب نهايةالاقدام: "
مذهب أهلالحق من أهلالملل كلها أنالعالم محدثومخلوق أحدثهالباري تعالىوأبدعه"[وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]. وقد لعبمبدأ الحدوثعندالمتكلميندوراًمركزياً فيرؤيتهم الفلسفيةللعلمومحاولتهمفهمه وفقالمصدر الرئيسالذي هوالقرآنالكريم. [b] [/b]
[b] [/b]
[b]المبدأالثاني: التجزئة، فرضيةالجوهر الفردوالأعراض[/b]
إختلفالقدماء فيمسألة قسمةالأشياء إلىأجزاء أصغروأصغر. فقالأرسطو ومنتبعه من فلاسفةاليونانوالمسلمينبإمكانالقسمة إلى مالا نهاية لهمن الأجزاء.وهذاالانقسامقابل للتحققفعلاً (أي علىقولهم:بالفعل)، كماأنه ممكنبالقوة (أوالوهم فيمصطلحالمتكلمين)،أي بالتصورالذهني. لكنالمتكلمينالمسلمينرفضوا ذلك،وقالوا بدلاًعنه بأنانقسام الأشياءإلى أجزاءأصغر منهاممكن بالفعلحتى يصيرالجزء إلى حدغير قابلللقسمة وهذاالقدر سموه"الجوهرالفرد". وقد قسّمالمتكلمونالمحدثات إلىثلاثة أقسام:جسم وجوهروعَرَض قائمبالجوهروالجسم[وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]. وقد ذهب ابن حزمفي الفصل الىأن خلفية قولالمتكلمينبتجزئة الأشياءحتى تصير إلىالجزء الذي لايتجزأ هي فيقوله تعالى: (
وأحصىكل شيء عددا)،وعليها اعتمدالمتكلمون فيقولهم هذا.لكن الجوينييذكر فيكتاب الشاملفي أصول الدين"أنالفيل أكبر منالذرة ولو كانلا غاية لمقاديرالفيل ولالمقاديرالذرة لم يكنأحدهما أكثرمقادير منالآخر ولو كانذلك كذلك لميكن أحدهم أكبرمن الآخر كماإنه ليس أكثرمقادير منه"[وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط].ممايعني أنالمتكلمين لميأخذوا بالنصالقرآنيمجرداًبالتسليم بهبل هم، علىالأقل، قد وجدواالدليلالعقلي الذييؤيد مايذهبون اليه. [b] [/b]
[b]المبدأالثالث: التغيروالتجدد أوالخلقالمستمر[/b]
يرىالمتكلمون أنالتجددالمستمر هوصفة الخلق.وتأتي هذهالصفةإثباتاًلقيوميةالخالق علىالمخلوقات(الموجودات).وهم إذ قسّمواالموجوداتإلى جواهروأعراض فإنالمراد من هذهالقسمة فيجانب منها أنتتيح مجالاًلفعل التغييروالتجديدالمستمر من ذاتالخلق فيالخلوقات.لذلك فإنهمجعلوا الجواهرثابتةوالأعراضمتجددة لاتبقى علىحالها زمانين.يقولموسى بن ميمون[وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]:"والذيدعاهم – أيالمتكلمين–إلى هذا الرأيهو أن لا يقالبأن ثمة طبيعةبوجه وأن هذاالجسم تقتضيطبيعته منالأعراض الكذاوالكذا، بل يريدون أنيقولوا انالله تعالىخلق هذهالأعراض الآن دونواسطةطبيعية، دون شيءآخر، فإذا قيل ذلكلزم عندهمضرورة ان لايبقى ذلكالعرض، لأنك إذا قلتيبقى مدة ثمّيُعدم لزمالطلب: أي شيءاعدمه؟ فإن قلت أنالله يعدمهإذا شاء، فهذا لا يصحبحسب رأيهملأن الفاعل لايفعل العدملأن العدم لايفتقرالفاعل، بل إذا كفالفاعل عنالفعل عدم ذلكالفعل، وهذا صحيح منجهة ما، فلذلك أفضىبهم القول، لكونهمأرادوا أن لا تكونثمّ طبيعةتوجب وجود شيءأو عدم شيء، إنقالوا بخلقالأعراضمتتابعة"وقد سميت هذهالنظريةحديثاً (نظريةالخلقالمستمر)[وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]. نفيالطبائعالأربعة:نفىالمتكلمونالطبائع أوالأستقسات Substances
الأربعة (وهيالناروالترابوالهواءوالماء) التيقال بهاأرسطو. وذلكلأن القولبالطبائعيعطي للموجوداتصفة القدرة،فيجعلهاقادرة علىالفعل بذاتهامما يجعلهاتشترك معالخالق فيتصريف الوجودوهذا عندهممحال[وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط].وتعتبرهذه الأطروحةامتيازاً كبيراًللمتكلمينالمسلمين لأنالقولبالطبائع الأربعةكان مذهباًفلسفياًشائعاً لهتطبيقاتعملية كثيرةمنها ما هو فيالطب وما هوفي الأدوية.فنفي هذاالمبدأ يميزالمتكلمينتماماً، بلوينفي صلتهمبالفلاسفةبأي وجه كان. [b]المبدأالرابع:التجويزوالاحتمال[/b]
قالالمتكلمونبأن العالمممكن (أيمحتملContingent
) وليس بواجبNecessary
. كما قالوابأن قوانينالعالم هي ذاتطابع إحتمالي Probabilistic
وليست حتميةDeterministic
. هذايطرح مشكلةالسببية:
هل قالالمتكلمونبالسببية أمأنهم نفوهاتماماً كما هورائج فيالأوساطالفكريةالمعاصرة ؟ إن الدارسلتراث المعتزلةليجد أن لديهمأربعة أنواعمن العلائقالسببية،وهذه هي: الإعتماد، الإقتران، التولّد، ومستقرالعادة[وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]. أما الأشعريةفإنهم قالوا بمستقرالعادة فقطولم يعترفوابالتفاصيلالتياعتمدتهاالمعتزلة. [b]المبدأالخامس: النسبية[/b]
الزمانوالمكانماهيتانتجريديتان لامعنى لهما دونالمتزمنوالمتمكنفيهما: يقولالجرجاني في كتابالتعريفات في تعريفالزمن إنه "
عبارةعن متجددمعلوم يُقدربه آخر موهوم، كمايقال: آتيكطلوع الشمس، فإنطلوع الشمسمعلوم، ومجيئهموهوم فإذاقرن ذلكالموهوم بذلكالمعلوم زالالإيهام"،وفي اللغةالعربية يأخذالزمن معناهمن خلال تواليالأفعال. أما بما يخصمصطلح المكانفإن الجرجانييقول: أنالمتكلمينيرون أنالمكان "هو الفضاءالذي يثبتهالوهم ويدركهمن الجسمالمحيط بجسمآخر كالفضاءالمشغول بالماءأو الهواء فيداخل الكوز، فهذا الفراغالموهوم هوالذي من شأنهأن يحصل فيه الجسموإن يكونطرفاً لهعندهم، فبهذا الاعتباريجعلونهحيزاًللجسم، وباعتبارفراغه عن شغلالجسم إياهيجعلونهخلاء، فالخلاءعندهم هو هذاالفراغ مع قيدأن لا يشغلهشاغل من الأجسام، فيكونلا شيئاًمحضاً لأنالفراغ الموهومليس بموجود فيالخارج بل هوأمر موهومعندهم"[وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط].ويمكن تلخيصرؤيةالمتكلمينللمكانوالزمان بمايلي[وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]:
- إنهم تصوروا الزمان ملفاً من أجزاء صغيرة منفصلة متعاقبة لا تقبل القسمة فهو يقوم على الانفصال لا على الاتصال.
- أنهم قالوا بنسبية الزمان ونسبية القبل والبعد واعتمادها على الراصد.
3. أنهمنظروا إلىالزمان من حيثوظيفته أيكونه من حيثهو تقديرالحوادثبعضها ببعض.4. أنهمرفضوا القولبوجود زمانمطلق أو مكانمطلق وربطوابين الزمنوالمتزمنفيه، مثلماربطوا المكانوالمتمكنفيه، فهم لايتصورونالمكان ولاالزمانمستقلين عن محتوياتهما، بليربطون بينالشيء ومكانهوزمانهويجعلون منذلك وحدةواحدة.5. أنهمرفضوا وجودالزمانوالمكان قبلخلق العالم بلاعتبرواوجودها معوجود العالم. أمثلةمن التطبيقاتلنظريةالمتكلمين فيدقيق الكلامتطبيقات كثيرةتمخضت عنهاجملة منالمفاهيموعدد من المسائل.فمن المفاهيم:الجوهر والعرضوالأكوان (وهيخمسة،الاجتماعوالافتراقوالحركةوالسكون والمماسة)وفي الحركةظهر مفهوم الطفرةالذي قال بهابراهيمالنّظامومنها أيضاً مفاهيمفي الوجوهالمختلفةللسببية وهيعند المعتزلةأربعة وجوه: التوّلدوالاقتران والاعتمادومستقرالعادة إلىغير ......الخومن المسائل: الحركةوالسكونوالثقلوالممانعة والسببيةوالعدم وتوسعالكون وذبولالشمس وغيرهاكثير مما بحثهالمتكلمون.وقد قمت بجهدمتواضع حتىالآن لدراسةوتحليل بعضالمفاهيم والمسائلوفيما يلي أعرضلملخصات بعض هذهالمسائل بشكلسريع دون كثيرمن الدرس والتحليل.
[b]مذهبالذريةوالتجزئة [/b]
بحثنافي هذه الورقةأصول مبدأالذرية وفصولهعندالمتكلمينالمسلمين وهيفرضية "الجزء الذيلا يتجزأ" أوما أسموه"الجوهرالفرد"،معتمدين علىمصادرهم الأصيلة،مبينينالدوافع التيدفعتهم إلىالقول بهذهالفرضية. كذلكنكشف عن صلةمبدأ الذريةبمبادئ أخرىقال بهاالمتكلمونوكانت جزءا منأركاننظريتهم فيفلسفة"العالم" أوما يسمى عندالفلاسفة"الطبيعة".ونعرض في هذاالبحث لرأيالفقيه ابنحزم الظاهريفي فرضية الجزءونكشف عن أنأسباب رفضهإياها هو عدمإدراكهللمعنىالأنطولوجيلوجود الجزءالذي لا يتجزأ.كذلك نعرضلرأي ابن رشدفي قولالمتكلمين بمبدأالتجزئة حيثنجده يرفض هذاالمبدأ لأن القولبه يترتب عليهأن تكون صناعة(علم) الهندسةهي صناعةالعدد بعينهاكما يقول، أي يترتبعليه تداخلالصناعتين.وهذاالاستنتاجالذي يُعدُّمساهمةًإبستمولوجيةكبيرة تجداليوم تحققهافي نظريةالكموم فيالفيزياءالمعاصرة. ثمنعطف على آراءبعضالمستشرقين المعاصرينفي مبدأالتجزئةوبالأخصدراسة شلوموباينس ودراسةهاري ولفسونلنبين تهافتإدعاءاتهمبنسبة هذاالمبدألليونان تارةوللهنودأخرى، مؤكدينحقيقة الأصولالإسلامية لهذاالمبدأبالصيغة التيطرحه بهاالمتكلمون المسلمونالأوائل،وبالخصائصالتي حددوها للجزء. [b]جالينوسوالغزاليوذبول الشمس[/b]
ناقشأبو حامدالغزالي فيكتابه "تهافتالفلاسفة"أدلة الفلاسفةعلى قدمالعالم، فجاءفي حيثيات المسألةالثانية منالكتابدليلين علىإبطال قولالفلاسفة فيأبدية العالموالزمانوالمكان.ويناقش أبوحامد الدليلالأول لهم وهوقول جالينوسأن الشمس جرملا يعتريهالتغير والذبول. بينماكان جالينوسقد رفض القولبذبول الشمسوتغيرهامنطلقاً من:
1. الشمس جرمسماوي وهي منطبيعة تختلفعما على الأرضمن الأشياءالتي تتألف منالأستقصات الأربعة.2. أن الأرصادلا تُظهرتغييرا في جرمالشمس.وقد دافعابن رشد عنرأي جالينوس ومن خلالهذا الدفاعيتبين لنا مايلي:1. أنابن رشد يدافععن أصلالمسألة فيعدم قبول الفلاسفةلفكرة فسادالإجرامالسماوية كونهانظام إلهي،ولأنها منطبيعة خامسةهي الطبيعةالأثيريةبحسب اعتقادالفلاسفة.2. أنابن رشد يستدلعلى عدم فسادالشمس بعدمملاحظةتأثيرات هذاالفساد فيبنية سائرالأجرامالأخرىوأفعالهاوانفعالاتها.إلا أن أبوحامد الغزالينقض ما ذهبإليه جالينوسمنطلقا منرؤيةالمتكلمينالقائلة بوحدةالعالم وأنالأجرامالسماوية هيمن ذات طبيعةالأرض نفسها. ومنالمعروفاليوم أنالشمس هي جرمكبير يتألف منمادة غازيةتحصل فيباطنهاانفجاراتنووية هائلةوبالتالي فهيفي حالة تطورمستمر وفيحالة ذبولبطيء جداً إذيقدرالفلكيين ماتبقى من عمرالشمس بخمسةمليارات منالسنين،بعدها ستتكورإلى قزم أبيضمستقر. وهومصداق قولهتعالى (والشمستجري لمستقرلها ذلك تقديرالعزيزالعليم). لقدأدرك الغزاليضرورة انحلالالشمس وذبولهارغم عدم توفرالأرصادالفلكيةالدالة على ذلكفي وقته لأنهيعلم منالقرآن أن كلشيء في العالمإلى زوال فإن (كلشيء هالك إلاوجهه). [b] [/b]
[b]مسألة توسعالعالم(الكون) بينالغزالي وإبنرشد[/b]
بحث أبوحامد الغزاليفي كتاب تهافتالفلاسفةمسألة حجمالعالم(الكون) وفيماإذا كانقابلاً أنيكون أكبر مماهو عليه أوأصغر. واستدلبعد دراسة هذهالمسألةوتقليبها من وجوهعلى أن العالميمكن أن يكونأكبر مما هو عليهأو أصغر مماهو عليه ممايعني إمكانيةتوسع الكون أوانكماشه. وقدبنى الغزاليموقفهاعتمادا علىطروحاتالمتكلمينومبادئهم فيرؤيتهمللزمانوالمكانوالمادة. فإنالفلاسفةيتصورون وجودزمان قبل وجودالعالم ومنهنا كانالعالم عندهمقديماً (أوأزلياً) لابداية له فيالزمان. إلاأن العالمعندهم محدودمكانياً وهوغير قابلللزيادة ولاالنقصان، علىحين أنالمتكلمينينفون أزليةالعالم لكنهميجوزون أنيصير أكبر منهأو أصغر أييجوزون أنيكون له إمكانالامتداد إلىحجم أكبر أوالانكماش إلىحجم أصغر.لذلك يوازنهنا أبو حامدبين جوابه(وجوابالمتكلمينالذين ينطقباسمهم فيتهافتالفلاسفة) فيمسألة الإمكانالمكانيوجوابالفلاسفة فيالإمكانالزماني. وعلىالحقيقة،فيما أجد، فإنهذه الموازنةغير ضروريةوليس يحتاجإليها أبو حامد.فالزمان غيرمتعلقبالمكان عندالفلاسفة، بللك منهماهويته وجودهالمستقل. وليسالحال كذلكعندالمتكلمينالذين يجعلونالزمان والمكانكينونةمشتركةيجمعها الحدث.لكن ابنرشد يجيبعن الفلاسفة
ويدافععن رأيهم ويرىأن مسألةأن يكونالعالم أكبرمما هو عليهأو أصغر قضيةلا تقع في حيزالممكن ، بلهي بينالضروريوالممتنع فقط.ولذا فإن كونالعالم أكبرمما هو عليهأو أصغر ليس ضرورياًبل هو ممتنع. معنىذلك أنالفلاسفة لايقبلون أنيكون العالمأكبر مما هوعليه لأنه لوجاز ذلك لأمكنأن يكون غيرمتناه فيالعِظم، وهوعندهم محال.وكأن السماح بزيادةحجم العالمتفضي إلىتوسعه إلى مالا نهاية له!وهذا مُحالعندهم.
وهكذايدور الحواربين أبو حامدالغزالي الذيسطر رأيه فيكتاب تهافتالفلاسفة وبينأبن رشد الذيرد عليه بعدنحو نصف قرنمن وفاتهمنافحاً عنرأي الفلاسفةحتى أنه ليوردقياساتمغلوطة في هذهالمسألة. لكن الغزاليأوقع خصومهالفلاسفة فيالفخ فعلاً،ذلك لأن استحالةأن يكونالعالم أكبرمما هو عليهأو أصغر يعنيأنه مطلق، أيواجب،والواجب (أوالمطلق) مستغنعن العلة.فكيف يكونالعالم معلولاًإذن؟ هذهالنتيجة،برأي أبيحامد، تُلزم الفلاسفةأن يقولوا بماقالهالدهريون أنالعالم ليس لهخالق.
ومنالمعلومحالياً أنجميعالفلكيينوالباحثين فيعلومالكونيات يتفقوناليوم على أن الكونهو في حالةتمدد وإنه كانأصغر مما هوعليه الآنفيما مضى من الزمان.وبالتالييكون ما ذهبإليه ابو حامدالغزالي صحيحاُ.علىحين يكون ماذهب إليه ابنرشد خاطئاً فيمنظور العلمالمعاصر. وقدنشرت في بحثالغزالي وابنرشد لهذهالمسألةوتحليلهابحثاً واسعافي مجلة أبحاثاليرموك[وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط].