عندما يغادر الجيش الأمريكي العراق هذا الصيف، فلن يخلف ورائه سبعة أعوام من الحرب فحسب، بكل كميات هائلة من النفايات السامة هي مخلفات أكثر من 170 ألف جندي أمريكي في 500 قاعدة عسكرية انتشرت بكافة أنحاء العراق، إبان ذروة الحرب.
| <table valign="top" class="pictable" align="left" bgcolor="#fff5e6" border="0" cellpadding="0" cellspacing="0" height="100%" width="100%"> <tr> <td class="piccell" align="center" valign="middle"> </td> </tr> <tr> <td class="comment" align="center" bgcolor="#fff5e6" valign="middle"> المخلفات السامة بلغت 11 مليون رطل </td> </tr> </table> |
وبلغ حجم المخلفات السامة، التي كشف عنها تحقيق أجرته صحيفة "التايمز" البريطانية، نحو 11 مليون رطل، تسببت بتفشي أمراض وأضرار بيئية خطيرة.
وأعلن الجيش الأمريكي في أثر التقرير فتح تحقيق وملاحقة المتورطين في انتهاك المعايير البيئية.
وقال قائد الوحدة الهندسية والبنى التحتية للجيش الأمريكي بالعراق، الجنرال كيندال كوكس في مؤتمر صحفي: "كما تعلمون نحن هنا منذ أكثر من سبع سنوات، وخلال تلك الفترة تراكمت ملايين الأرطال من النفايات الخطرة".
ومن المتوقع أن يوفد الجيش الأمريكي خبراء لتمشيط المناطق العراقية المختلفة والمنشآت الأمريكية، لتحديد كيفية وأماكن إلقاء تلك المخلفات السامة التي تشمل كميات كبيرة من مواد التشحيم والأحماض والمرشحات، والبطاريات.
وبلغ قوام الجيش الأمريكي في أعقاب الغزو عام 2003، 176 ألف جندي تمركزوا في 500 قاعدة عسكرية منتشرة بأنحاء مختلفة بالعراق.
ويبلغ حجم الجيش الأمريكي حالياً 85 ألف جندي، سيتقلص إلى نحو 50 ألف بعد الانسحاب المقرر في أغسطس/ آب المقبل، وفق اتفاقية أمنية موقعة بين الجانبين. ومن المقرر اكتمال الانسحاب الأمريكي بنهاية عام 2011.
وكان تقرير بثته CNN مؤخراً قد تناول تزايد الولادات المشوهة في العراق.
ويقول مسؤولون إن آثار الحروب الثلاثة الأخيرة التي مر بها العراق - وهي الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينيات وحرب الخليج في عام 1991 والغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 - إلى جانب عدم وجود ضوابط حكومية كافية على الانبعاثات والمخلفات الصناعية، قد حولت جميعها العراق إلى أحد أكثر بلدان العالم تلوثاً.
وتحدث المسؤولون عن تلوث الماء والهواء والتربة الناجم عن مخلفات الحرب والقصف باليورانيوم المنضب بالإضافة إلى انبعاثات السيارات والمولدات الكهربائية في المناطق المزدحمة واستخدام الأسمدة الكيميائية دون تخطيط.
وأوضحت أن وزارتها حددت مركبات عسكرية ودبابات ملوثة بالمواد المشعة التي يعود تاريخها إلى حربي 1991 و2003، ولكن لم يتم اتخاذ إجراءات للتخلص منها.
وكانت قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة قد استخدمت اليورانيوم المنضب كمكون أساسي في قذائف الدبابات الخارقة للدروع في حربي 1991 و2003.
وفي منشور صدر عام 2005، حدد برنامج الأمم المتحدة للبيئة 311 موقعاً ملوثاً باليورانيوم المنضب في العراق وقال إن تطهيرها سيتطلب سنوات عدة.