جاء في مسودة قرار اطلعت عليها رويترز يوم الاثنين أن زعماء أفريقيا سيطلبون من الدول الغنية 67 مليار دولار سنويا لتخفيف أثار ظاهرة الاحتباس الحراري على أفقر قارات العالم.
| <table valign="top" class="pictable" align="left" bgcolor="#fff5e6" border="0" cellpadding="0" cellspacing="0" height="100%" width="100%"> <tr> <td class="piccell" align="center" valign="middle"> </td> </tr> <tr> <td class="comment" align="center" bgcolor="#fff5e6" valign="middle"> ايفو دي بوير رئيس أمانة الأمم المتحدة للتغير المناخي في مقابلة مع رويترز في طوكيو يوم 14 يناير كانون الثاني </td> </tr> </table> |
ويعقد عشرة زعماء محادثات في مقر الاتحاد الأفريقي في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا لمحاولة الاتفاق على موقف مشترك قبل قمة الأمم المتحدة بشأن التغير المناخي التي ستعقد في كوبنهاجن في ديسمبر كانون الأول.
ويقول خبراء أن أفريقيا تساهم بنصيب ضئيل في التلوث الذي يعزى إليه ارتفاع حرارة الأرض لكنها من المرجح أن تكون الأكثر تضررا من موجات الجفاف والفيضانات والموجات الحارة وارتفاع مناسيب المياه في البحار المتوقعة إذا لم تنجح محاولات السيطرة على التغير المناخي.
وتدعو مسودة القرار التي يتعين أن يقرها الزعماء العشرة الدول الغنية لدفع ما لا يقل عن 67 مليار دولار أمريكي سنويا لمواجهة أثار الاحتباس الحراري على أفريقيا.
وذكرت مصادر في الاتحاد الأفريقي أن مسودة القرار إذا أقرت ستطالب بدفع المبلغ المالي بصفة سنوية بدءا من عام 2020. ولم تتضمن المسودة موعدا للتوقف عن الدفع.
ويقول مسؤولون في الاتحاد الأفريقي إن قدرة أفريقيا على التفاوض في الماضي كانت محدودة بصورة خطيرة لعدم اتخاد حكومات القارة موقفا واضحا من قضية الاحتباس الحراري.
وجاء في مسودة القرار أن "فريق التفاوض يحتاج إلى مساندة من الثقل السياسي على أعلى مستوى في القارة لضمان الاستماع إلى صوت أفريقيا في مفاوضات التغير المناخي بالجدية التي يستحقها".
وفي وقت سابق هذا العام دعا رئيس الوزراء الأثيوبي ملس زيناوي الدول الغنية إلى تعويض أفريقيا عن الاحتباس الحراري بحجة أن التلوث في نصف الكرة الأرضية الشمالي ربما كان سببا في المجاعات المدمرة التي أصابت بلاده في ثمانينات القرن الماضي.
وجاء في دراسة طلب إعدادها المنتدى الإنساني العالمي في جنيف ونشرت في مايو/ أيار أن الدول الفقيرة تتحمل أكثر من تسعة أعشار العبء الإنساني والاقتصادي للتغير المناخي.
وأضافت الدراسة أن الدول الخمسين الأكثر فقرا تساهم رغم ذلك بأقل من واحد في المائة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون التي يقول العلماء أنها تعرض كوكب الأرض للخطر.
وقالت الدراسة أن أفريقيا هي أكثر مناطق العالم عرضة للتأثر بالتغير المناخي وأن القارة تضم 15 من الدول العشرين الأكثر عرضة للخطر. ومن المناطق الأخرى التي تواجه أعلى مستويات الخطر جنوب آسيا والدول النامية الواقعة في جزر صغيرة.
وتتهم الدول النامية الدول الغنية بعدم اتخاذ دور رائد في إقامة تخفيضات عميقة في انبعاثات الغازات الحابسة للحرارة وتقول إنهم يحاولون جعل الدول الفقيرة تتحمل المزيد من عبء الحد من الانبعاثات دون تقديم المساعدة والتكنولوجيا.
ومن المقرر إبرام معاهدة جديدة للمناخ في كوبنهاجن في ديسمبر/ كانون الأول. لكن مسؤولاً كبيراً في الأمم المتحدة حذر من أن المناقشات تواجه احتمال الفشل إذا تم التعجيل بها.
وقال ايفو دي بوير رئيس أمانة الأمم المتحدة للتغير المناخي أنه قد تحقق "تقدم انتقائي" فقط تجاه تنقيح مشروع نص معاهدة من 200 صفحة في بون في وقت سابق هذا الشهر وهو واحد من سلسلة من المحادثات المزمع أن تنتهي بالتوصل إلى اتفاق للأمم المتحدة في الدنمرك.