الساحة الإسلامية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
هدي الجنة
الرؤية الإسلامية لفلسفة علوم الطبيعة I_vote_rcapالرؤية الإسلامية لفلسفة علوم الطبيعة I_voting_barالرؤية الإسلامية لفلسفة علوم الطبيعة I_vote_lcap 
دمــ ع ــــة خ ـــشيـــة
الرؤية الإسلامية لفلسفة علوم الطبيعة I_vote_rcapالرؤية الإسلامية لفلسفة علوم الطبيعة I_voting_barالرؤية الإسلامية لفلسفة علوم الطبيعة I_vote_lcap 
المتشوقة للجنة
الرؤية الإسلامية لفلسفة علوم الطبيعة I_vote_rcapالرؤية الإسلامية لفلسفة علوم الطبيعة I_voting_barالرؤية الإسلامية لفلسفة علوم الطبيعة I_vote_lcap 
عطر الشهادة
الرؤية الإسلامية لفلسفة علوم الطبيعة I_vote_rcapالرؤية الإسلامية لفلسفة علوم الطبيعة I_voting_barالرؤية الإسلامية لفلسفة علوم الطبيعة I_vote_lcap 
pipawn et islam
الرؤية الإسلامية لفلسفة علوم الطبيعة I_vote_rcapالرؤية الإسلامية لفلسفة علوم الطبيعة I_voting_barالرؤية الإسلامية لفلسفة علوم الطبيعة I_vote_lcap 
راجية عفو الله
الرؤية الإسلامية لفلسفة علوم الطبيعة I_vote_rcapالرؤية الإسلامية لفلسفة علوم الطبيعة I_voting_barالرؤية الإسلامية لفلسفة علوم الطبيعة I_vote_lcap 
إيمــــان قلب
الرؤية الإسلامية لفلسفة علوم الطبيعة I_vote_rcapالرؤية الإسلامية لفلسفة علوم الطبيعة I_voting_barالرؤية الإسلامية لفلسفة علوم الطبيعة I_vote_lcap 
طالبة السلام
الرؤية الإسلامية لفلسفة علوم الطبيعة I_vote_rcapالرؤية الإسلامية لفلسفة علوم الطبيعة I_voting_barالرؤية الإسلامية لفلسفة علوم الطبيعة I_vote_lcap 
قمر الدجى
الرؤية الإسلامية لفلسفة علوم الطبيعة I_vote_rcapالرؤية الإسلامية لفلسفة علوم الطبيعة I_voting_barالرؤية الإسلامية لفلسفة علوم الطبيعة I_vote_lcap 
ريحانة القرآن
الرؤية الإسلامية لفلسفة علوم الطبيعة I_vote_rcapالرؤية الإسلامية لفلسفة علوم الطبيعة I_voting_barالرؤية الإسلامية لفلسفة علوم الطبيعة I_vote_lcap 
المواضيع الأخيرة
» : اجمل التوقيعات الاسلامية اختر منها ما شئت .......
الرؤية الإسلامية لفلسفة علوم الطبيعة I_icon_minitimeالسبت ديسمبر 03, 2011 3:22 pm من طرف طالبة السلام

» أعظم إنسان في الكتب السماوية
الرؤية الإسلامية لفلسفة علوم الطبيعة I_icon_minitimeالسبت ديسمبر 03, 2011 3:15 pm من طرف طالبة السلام

» حكمة بليغة...
الرؤية الإسلامية لفلسفة علوم الطبيعة I_icon_minitimeالسبت ديسمبر 03, 2011 3:04 pm من طرف طالبة السلام

» آداب الصداقة و الصحبة
الرؤية الإسلامية لفلسفة علوم الطبيعة I_icon_minitimeالسبت ديسمبر 03, 2011 2:42 pm من طرف طالبة السلام

» حوار مع ظلي
الرؤية الإسلامية لفلسفة علوم الطبيعة I_icon_minitimeالسبت ديسمبر 03, 2011 2:36 pm من طرف طالبة السلام

» ما هو سر رائحة المطر ... !!
الرؤية الإسلامية لفلسفة علوم الطبيعة I_icon_minitimeالسبت ديسمبر 03, 2011 2:25 pm من طرف طالبة السلام

» عبارات حلوه ومعاني اجمل!!!!!!
الرؤية الإسلامية لفلسفة علوم الطبيعة I_icon_minitimeالسبت ديسمبر 03, 2011 2:03 pm من طرف طالبة السلام

» الحيوان الذي لا يشرب الماء أبدا
الرؤية الإسلامية لفلسفة علوم الطبيعة I_icon_minitimeالأحد أبريل 17, 2011 4:56 am من طرف هدي الجنة

» صلاة القضاء
الرؤية الإسلامية لفلسفة علوم الطبيعة I_icon_minitimeالجمعة أبريل 08, 2011 5:26 am من طرف هدي الجنة

» صلاة المسافر
الرؤية الإسلامية لفلسفة علوم الطبيعة I_icon_minitimeالجمعة أبريل 08, 2011 5:23 am من طرف هدي الجنة

» ** المتحابون في الله يحبهم الله **
الرؤية الإسلامية لفلسفة علوم الطبيعة I_icon_minitimeالثلاثاء مارس 29, 2011 1:35 pm من طرف هدي الجنة

» هنيئا لكم يا شباب مصر العظيمة
الرؤية الإسلامية لفلسفة علوم الطبيعة I_icon_minitimeالثلاثاء مارس 29, 2011 1:17 pm من طرف هدي الجنة

» viva tunisie
الرؤية الإسلامية لفلسفة علوم الطبيعة I_icon_minitimeالثلاثاء مارس 29, 2011 12:59 pm من طرف هدي الجنة

» صلة الرحم..
الرؤية الإسلامية لفلسفة علوم الطبيعة I_icon_minitimeالأربعاء مارس 16, 2011 4:31 am من طرف MooN TearS

» شرح لإرفاق الصور للمواضيع
الرؤية الإسلامية لفلسفة علوم الطبيعة I_icon_minitimeالخميس فبراير 17, 2011 11:24 am من طرف هدي الجنة


 

 الرؤية الإسلامية لفلسفة علوم الطبيعة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المتشوقة للجنة
حـارس ــة الإســلام
حـارس ــة الإســلام
المتشوقة للجنة


الجنس الجنس : انثى
العمر العمر : 27
عدد المساهمات عدد المساهمات : 972

الرؤية الإسلامية لفلسفة علوم الطبيعة Empty
مُساهمةموضوع: الرؤية الإسلامية لفلسفة علوم الطبيعة   الرؤية الإسلامية لفلسفة علوم الطبيعة I_icon_minitimeالأحد أكتوبر 03, 2010 2:44 pm

يعتبرالتراثالفكريللمتكلمينالمسلمين منجملة التراثالعربيالاسلاميالمهمل الذي لميعتن بهالدارسونكثيراً. وسببذلك أن هذا التراثله سابقةتاريخيةجعلته موضعخلاف في قيمتهومكانته. ومنجانب آخر فإنالمستشرقينكانوا أهملواأيضاً مباحثهذا العطاءالفكري ربمالصعوبة فهمأصولهواستيعابمفاهيمه التيتتطلب إحاطةدقيقة باللغةالعربية وإدراكاعميقاً لدلالاتها.وإما لإدراكالبعض منهم أنهذا العطاءالفكري يختلفنوعيا وجذريافي منطلقاته وأسسهعن الفلسفةاليونانيةويخرج علىأُطرهاخروجاً يجعلهكيانامستقلاًوإطاراً جديداًأصيلاًلاسبيل إلىإعادة تأسيسهعلى أصول الفكراليوناني[وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]. لذلك لانجد من اعتنىمنالمستشرقينبتراث المتكلمينالمسلمين إلاقلة قليله،ومنهم هاريولفسون الذيعرض لجانبكبير من أفكارهملكنه حاولجاهداً إعادةأصولهم الفكريةإلى اليونان[وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]. أماالدارسونالعرب لتراثالمتكلمينفهم قلة في فيالعصر الحديثربما كانالسبب في ذلكسمعة علمالكلام التي هبطتكثيراً بعدهجوم الفقهاءالجامدين عليهم.وقد عرض أكثرالدارسينالعرب لجانبمن أفكارالمتكلمين كماهي مبثوثة فيالكتب، غيرمترابطة علىالأغلب. وأفضلمن كتب فيآرائهم وعرضلها الدكتورحسام الآلوسيفي عدد منكتبه[وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]. أماالدكتور محمدعابد الجابريفقد حاول تسفيهالعطاء الثرللمتكلمينالمسلمينمنطلقا من رؤيةاستشراقيةمستلبةومنحازة فلمينصفهم وأصطفمع أندادهم منالفلاسفةالمسلمينكابن رشد[وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط].
إن إعادةالنظربالتراثالفكريالعميق للمتكلمينوخاصة مايتعلق منهبالمسائلالطبيعيةيمكن أن يعيدالاعتباراليهم بذاتالوقت الذييمكننا مناكتشاف أصولفلسفة علماسلاميةعميقة وأصيلةتعيد الفكرالاسلامي إلىدائرة العقلبعد أن غلبتالتوجهاتالنصية والعملبالمنقول دونالمعقول على اجتهاداتالمعاصرين.

سنعرض فيهذه المقالةالموجزة للمبادئالأساسية التيقال بها المتكلمونوالتي نجدهامبثوثة فيعشراتالمصادرالقديمة والحديثةوقال بها كثيرممن عالجواهذه المسائلشكلت أسسرؤيتهمللطبيعةوقامت عندهممقام المبادئ والأصولالفكريةفألّفتبمجملها وماتمخض عنها منمفاهيمومسائل مايقابل عندنااليوم مصطلح(فلسفةالعلم)، وهذهالمبادئ هي: الحدوث و التجزئةوالتجددالدائم والتجويز والنسبية.
ونظراًلأن هذهالمبادئوالأصولمشتقة أصلاً منالقرآنالكريم، وهوالمرجعالعقائدي والتشريعيالأول عندالمسلمينفإنها تؤسس بحقنظرية (فلسفةالعلمالإسلامية).ولعل في هذهالحقيقة،التي قد تحتاجإلى شيء من العنايةالدراسية،طرحاً جديداًيحل من إشكاليةانتماءاتالفلسفةالعربيةالإسلاميةومنابتها.
لا بد منالتنبيه هناإلى حقيقةتاريخية تقررهاطريقة عرضالمتكلمينأنفسهمللمسائل التيسنعالجها وهيأن استدلالهمقد اعتمدالطريقةالجدليةوالخطابية،ولم يستخدمالمتكلمون فينهجهم أي نوعمن الرياضياتأو الحساب غيرما اعتمدوه منأساسياتالمنطقوالبيانالعربي الذييكمن أساساًفي لغتهمفقامتاللُّغة العربيَّةعندهم مقامالرياضياتكما أنهم خلطواالبحث فيطبيعةالأشياء معالبحث في صفاتالباريوأفعاله فيالوقت الذيبحثوا فيهأفعال الإنسانوجبرهواختياره،منطلقين منرؤيتهم الشموليةالمتداخلةللمسائل التيعالجوها معتمدينمنهجهم الذييبدأ من اللهلينزل إلى فهمالطبيعةوالإنسان فيطريق معاكستماماً للمنهجاليونانيالذي يبدأ منالطبيعةوالإنسان ليصلإلى الإله، لذلك لميكن همهم الأساسالنظر فيالطبيعةومحاولةاستكشاف قوانينهاونواميسهابقدر ما كانهمهم منصباًعلى إثباتوجود اللهواثبات صفاتهوقدرتهالحاضرةأبداً.
نعتمد فيبحثنا هذاالمصادرالتراثيةالمتيسرة منأعمالالمتكلمينومؤلفاتهم أيكتبهمالمحققة، فنأخذبالنصوص الواردةفيها كما هيعليه دونتبديل، وكيمانحقق أقصى مايمكن من التجردفي فهم هذهالنصوص فإننالن نتبنىسلفاً أي موقفأو رؤية مسبقةفي فهم أوتفسير النصإلا ما يحتملهالنص نفسه منمضمون تقرره اللُّغةوالاصطلاحالدارج علىحينه. أمَّابشأن تقويمالنصوص منالناحيةالعلميةفمرجعنا فيهاهو العلمالنظريالمعاصر،ودليلنا إليهاما تم منإنجازاتعلميةتجريبيةونتائج علمية أدتإليها كشوفالعلماءوالباحثين فيعلوم الفيزياءوالكيمياءوالرياضياتالحديثة والمعاصرةغير غافلين فيالوقت نفسه عنالمضامينالفلسفيةلتلك الأعمال.

ولكي تكتملدراسةالمسائلالمختارةوتتخذ الدراسةموقفاًواضحاً كان لابد من وضعمعيار للحكمعلى صحةالرؤية أوفسادها. وقداعتمدنامعطيات العلمالمعاصرمعياراً لذلكمنطلقين منحقيقةموضوعية مفادهاأن فلسفةالعلمالمعاصرترتكز أساساًعلى المعطياتالنظريةوالعمليةللعلوم المعاصرة.
وبقدر ماتكمن في هذاالنمط الجديدمن الدراسةأهمية الكشفعن جوانبنفيسة منالفكر العربيالإسلامي قدتصير موضوعاًذا شأن في تقويمأصول منهجناالعقليالعربيالإسلامي، ومفتتحاًلدراسات جادةكثيرة على هذاالصعيد الطيب، فإنهتوطئة لصياغةمنهج ورؤيةجديدتين قدتصلحامنطلقاًجديداً فيالدراساتالعلميةالصرف نفسها.إذ أن منالمعروفحالياً أن علومالفيزياءالنظريةالأساسية،والتي هي المرجعوالمآل لعلومالكيمياءوعلومالحياة، تعانيالآن من محنةوعسرة تتمثلفي انغلاق المفاهيمعلى نفسهاوالوقوف عندحواجز نظرية تحولدون تقدمالعلم النظريبالقدرالمطلوب منه.فالفيزياءالنظرية كانتفي النصفالأول من القرنالعشرين قداجتازت حلقاتالتحول الكبيرةبصياغة نظريةالنسبيةالخاصةوالعامة ونظريةالكم ونظريةالمجال الكميالنسبوي. لكنالنظريةالأخيرة أيالمجال الكميبصياغاتهاالراهنةأوصلتالفيزياءالنظرية إلى حافةالجمودوالاستحالةفي التوفيقبين أطرافهاالأساسية،أعني نظريةالنسبيةالعامةونظرية المجالالكمي. والخطأالأساسي فيمايبدو لي يكمنفي العنصرالرئيسالمشتر بينالنظريتينوذلك هوإعتماد فكرة(المجالالمتصل)منطلقاً أولياًومسلماًأساسياً فيتصور القوىالفاعلة في العالموالبحث عنحالة التجزؤوالانفصال(التكميم)كحالة عرضيةناتجة عنتفاعل المجالالمتصل معالشروطالحدوديةللمنظومات.
وبهذافنحن إذ نقدمهذه الدراسةالمتواضعة والموجزةلانبتغي الوقوفعند ما خلفهأسلافنا منأعمال جليلة،بل نريد أننجعل من مايصلح منهامفتتحاًلعطاء جديدةفنكملالمسيرةوبذلك نصلالحاضربالماضي بعينمفتوحة علىالمستقبل،فتكون صلتناعندئذبتراثنا صلةحية معطاءةتحقق ديمومةالرسالةوترسخ دورنابوصفنا أمةحية، أمة قادرةعلى النهوضرغماً عن جميعما يعتريها منعارض التخلفوالمحنة الحاضرة.المقدمة


المتكلمونهم جماعة منالمفكرينظهروا أولاًفي القرنالثاني الهجريفي أعقاب ماجرى منحوارات فيالعقيدة فيمسائل تكفيرمقترف الكبيرةوالبعثوالمعاد وحشرالأجسادوالقضاءوالقدر وعلمالباريوصفاته، وكانأول من تكلمفي هذهالمسائل واصلبن عطاءالمتوفى (131هـ/748م)وعمرو بن عبيد XE "وعمرو بن عبيد" XE "وعمرو بن عبيد" (ت145هـ/762م) ومنبعدهم أبوالهذيلالعلاف (ت234هـ/849م)وغيرهم.
وكان أولالمتكلمون قدسُمّوامعتزلة، ولانعرف على وجهالتحديد أصلهذه التسميةويقال أنهاأُطلقت علىواصل بن عطاء وجماعةمن أصحابهاعتزلوا مجلسالحسن البصري XE "الحسن البصري" (ت 110 هـ)بعدمااختلفوا معهبشأن تصنيف مرتكبالكبيرة أهومؤمن أم كافر.
وفي روايةأخرى لأبيالحسينالملطي أنالمعتزلة همالذين سمواأنفسهم بهذاالاسم، وذلك "عندمابايع الحسن بنعلي (رض)معاوية وسلّمإليه الأمر،إذ اعتزلواالحسنومعاويةوجميع الناس.وذلك أنهمكانوا منأصحاب عليفلزموا منازلهمومساجدهموقالوا: نشتغلبالعلم والعبادةفسموا بذلكمعتزلة". نشوءعلم الكلامجليله ودقيقه


في القرنالثالثالهجري تطورالكلام في هذهالمسائل إلىمحاولاتلصياغات نظريةأكثر عمقاًوتأسيساً علىيد إبراهيم بنسيار النظام(ت231هـ/845م) الذيكان تلميذاًلواصل بن عطاءوهشام الفوطى(ت217هـ/837م)والشحام(ت232هـ/847م) وعبّادبن سليمان(ت249هـ/864م)والجاحظ(ت254هـ/847م) الذيكان تلميذاًلإبراهيمالنظام،وهؤلاء كلهممن معتزلةالبصرة،ومعهم معتزلةبغداد الذينعاصروهمومنهم بشر بنالمعتمر(ت209هـ/825م) وأبوموسى المردار(226هـ/841م)والإسكافي(240هـ/915م). ثم جاءمن بعدهم منالبصريين أبوعلي الجبائي(ت302هـ/915م) وابنهأبو هاشمالجبائي (ت321هـ/933م)ومن معتزلةبغداد أبوالحسينالخياط(ت289هـ/902م) وأبوالقاسمالكعبي(ت318هـ/931م) وابورشيدالنيسابوري(ت415هـ/1024م).
ومنالمعروف أنفرقة أخرى منالمتكلمينتأسست على يدأبي الحسنالأشعري (324هـ/935م) الذيكان منالمعتزلةفانشق عنهموأسس المذهبالأشعري الذياشتق لهمفاهيماًتختلف عنمفاهيمالمعتزلةوخصوصاً فيمسائل جليلالكلام. وجاءمن بعدهتلميذهالقاضي أبوالطيب الباقلاني(ت402هـ/1013م) ومنبعده أبوالمعاليالجويني(ت478هـ/1123م)اللذين أسساوعمقا كثيراًمن مفاهيمدقيق الكلام.
وقد كانللقاضيعبدالجبارالهمدانيالمعتزلي (ت415هـ/1059 م) دورتاريخي مهم فيتوثيق مفاهيمالمعتزلة وعطائهاالنظريالهائل فيمسائل علمالكلام منخلال موسوعتهالشهيرة(المُغني فيأبواب العدلوالتوحيد)التي تقع في 21مجلد، وقدعُثر علىثلثيهابالتقريبكاملةوالباقي لازال مفقوداً.
مما يلفتالنظر أنمباحث الكلام نشأةأولاً ضمندائرةالعقيدةالإسلامية الداخلية،وعلى هذا يتفقجمهورالباحثينالقدماءوالمعاصرينسواء كانت هذهالنشأة قد تسببتعن الفتنةأيام عثمان بنعفان أو عنالاختلاف فيحكم مرتكبالكبيرة أو فيالاختلاف حولشرعية النزاعبين علي بنأبي طالبومعاوية وظهورالمرجئةوانشقاقالخوارج. لذلكفقد جرى البحث،وقام الخلاف،أولاً فيمسائل جليلالكلام. وكانتالمشاكل كلهافي هذا السجالالكلامي تنحصرفي دائرةالتأويل،تأويل النصالقرآني بوجهخاص باعتباره(أي النصالقرآني)المصدرالأساس الذييتفق عليهالمسلمونجميعاً. ولكن عندماتوجهالمسلمونبفكرهموعقيدتهم إلىحجاج المللوالأديانالأخرىكالمانوية والسمنيةوالنصارى صارعليهم أنيقارعوا الحجةالعقلية بحجةعقليةمواجهة،فالغير لا يقبلالاستناد إلىآي القرآن ولانصوص الحديث.لذلك كان لابدمن البحث فيأصول وفصولالعقيدة. وتذكرالمصادر أنأبو الهذيلالعلاف كانأول المنافحينعن العقيدةالإسلامية فيمواجهة العقائدالمانويةوعقائدالسمنية التيظهرت بعد فتحالمسلمينللهند. فقدبعث هذا الرجلالبعوثالعديدة إلىخراسان وبلادالهند كما بعثبعوثاً أخرىإلى بلادالمغرب. مايهمنا هنا أنالضرورةالعملية جعلتأبو الهذيلوأصحابه ومنجاء من بعدهميؤسسونلنظرية "علمالكلام" بناءًعلى منطلقاتعقلية صرف.فصاروايبحثون فيأشياء العالمكلها: المادةوصفاتهاوتحولاتهاوتفاعلاتها،والحركةوالسكون،والمكانوالزمان،والثقلوالممانعة،والوجود والعدم،وغير ذلك منالصفاتالطبيعيةوالظاهرية،فخرجوا برؤيةشاملة قامتعلى جملةمبادئ وأُسس عقلية.وقد سميت هذهالمباحث في مايُعرف بالأمورالطبيعية،"دقيقالكلام".
رغم أنأبواالهذيلالعلافوأصحابهأسسوا لدقيقالكلام علىأسس عقليةصرف، إلا أنهذه المنطلقاتلم تكن لتتأسسدون هدي عقيدييميز منهجهمويؤطر رؤيتهم،فقد كان الهديالقرآنيدليلاً لها.فالقرآنفضلاً عن كونهكتاب شرع فهوكتاب عقيدةوالعقيدةتشتمل علىمعرفة الخالقومعرفة المخلوقوالعلاقةبينهما، فهماطرفيالمعادلة التيتؤلف العقيدةالإسلامية.ولما كان اللههو الخالق وهوالعليمالمطلق ولماكان الوحي(القرآن) هورسالته التيبلّغها للناسرسوله الكريمبلسان عربيمبين، فإنمنطلق الفهمالإسلاميللعالم هوالرؤيةالقرآنية فيإطارها العام،وللعقل بعدذلك أن يجتهدضن هذاالإطار. أماالاجتهاد منخارج الإطارالإسلامي فهوما ليس منهوهو رد، وهذاهو الابتداع.لذلك اعتمدالمتكلمونبعد أبيالهذيل فيالبحث في مسائلدقيق الكلاممنهجاً ينطلقمن الله ليفهمالعالمويفسره.خلافاً لمنهجالفلاسفةاليونانيينكأرسطووأفلاطون ومنشايعهم منفلاسفة المسلمينكالشيخ ابنسينا وأبوالوليد بن رشد،الذينانطلقوا منالعالمليفهموا اللهويعرفوه. هذاهو الأساس فيالاختلافالمنهجي بين المتكلمينوالفلاسفة.والحق أنالسبيل الثاني(أي الانطلاقمن العالم إلىالله) ممكنولربما يكونهو المرجح فيبادئ الرأي.لكن النظر مرتينفي المسألةيكشف لنا أنالعقل وحده لنيستطيع أنالتوصل إلىالمعرفة الحقبالله كونهيعمل بالقياس.وقد كان هذا(أي اعتمادالقياسالعقلي فيمباحث جليلالكلام فيمايختص بالصفاتالالهية) هوالخطأ القاتلالذي ارتكبهالمتكلمون فيجليل الكلاممثلما هو خطأالفلاسفةأيضاً عندبحثهم فيالإلهياتفيما يسمونه"القياسالبرهاني".ففي كلاالحالين قياسللغائب علىالشاهد. الأولمستند إلىالنص يتأوّلهبالعقلقياساً،والثانييستند إلى العالميرفعهبالقياس إلىالله جُزافاً.لذلك لم يكنغريباً أنيتأول أرسطوومن شايعهالسماء أنهاحيوان وأن لهانَفْساًويتأوّل أجرامهاعلى أنهاكائنات من جنسآخر ويعتبرالجسم السماويمن طبيعةخامسة هيالأثير,ونحن نعلماليوم أن هذاكله غير صحيح.
ومن المعروفتاريخياً أنمباحث جليلالكلام هيالتي أنشأتالاختلافوالشقاق بينالمسلمين حتىصار بعضهميُكفّر البعضالآخر، وهذه المباحثفي صفات اللهوعلمه وقدرتهوإرادته هيالتي جاءت بكلالترّهاتالتي شهدهاتاريخ الخلافبين المعتزلةومن خالفهم منالفرق وهيالتي تبلورت فيمحنة القولبخلق القرآنالتي ألقتبضلالهاالسقيمة علىالعقيدةوالفكرالإسلاميين، وليسغيرها. فلميكن هنالكخلاف كبير بينالمعتزلةوالأشاعرة فيجملة المبادئالأساسية لدقيقالكلام.والاختلاف فيمباحثه إنماكانت فيالتفاصيل،تفاصيل القولبشيئية العدممثلاً أوالقول في تجددالأعراض أوتجدد الجواهر والأعراضمعاً. أو غيرذلك من تفاصيلالرؤية فيالدقيق.ودعماً لهذاالرأي نقول أننشوء الأشعريةأنفسهم قد جاءمن رحمالمعتزلةفأبو الحسنالأشعري كانمعتزلياً درسعلى أبي علي الجبائي(ت 330هـ) وانشقعنهم. لا بدمن التنبيههنا إلى حقيقةتاريخية تقررهاطريقة عرضالمتكلمينأنفسهمللمسائل التيسنعالجها وهيأن استدلالهمقد اعتمدالطريقةالجدلية والخطابية،ولم يستخدمالمتكلمون فينهجهم أي نوعمن الرياضياتأو الحساب غيرما اعتمدوه منأساسياتالمنطقوالبيانالعربي الذييكمن أساساًفي لغتهمفقامتاللُّغةالعربيَّة عندهممقامالرياضياتكما أنهمخلطوا البحث فيطبيعةالأشياء معالبحث في صفاتالباري وأفعالهفي الوقت الذيبحثوا فيهأفعالالإنسان وجبرهواختياره،منطلقين منرؤيتهمالشمولية المتداخلةللمسائل التيعالجوهامعتمدين منهجهمالذي يبدأ منالله لينزلإلى فهمالطبيعةوالإنسان فيطريق معاكستماماًللمنهج اليونانيالذي يبدأ منالطبيعةوالإنسانليصل إلى الإله، لذلك لميكن همهمالأساس النظرفي الطبيعةومحاولةاستكشافقوانينهاونواميسهابقدر ما كانهمهم منصباًعلى إثباتوجود اللهواثبات صفاتهوقدرتهالحاضرةأبداً. إنمايبقى التأسيسالنظريالفكري فيدقيق الكلاموما حمله منمبادئومفاهيم وماعالجه من مسائلهو العطاءالعلمي ذيالقيمةالتاريخيةالأعظم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المتشوقة للجنة
حـارس ــة الإســلام
حـارس ــة الإســلام
المتشوقة للجنة


الجنس الجنس : انثى
العمر العمر : 27
عدد المساهمات عدد المساهمات : 972

الرؤية الإسلامية لفلسفة علوم الطبيعة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الرؤية الإسلامية لفلسفة علوم الطبيعة   الرؤية الإسلامية لفلسفة علوم الطبيعة I_icon_minitimeالأحد أكتوبر 03, 2010 2:46 pm

علمالكلام



تاريخيايُقسّم علمالكلام إلىقسمين:
دقيق الكلام: وهوالبحث في صفاتالعالموظواهرهوتكوينه وحركاتهو سكوناتهبجواهره وأعراضه.
وجليل الكلام:وهو البحث فيالصفاتالإلهيةوالجبروالاختيار والبعثوالمعاد ورؤيةالباري.
وقد غلبالنتاجالفكري فيمسائلوموضوعات جليلالكلام علىالنتاجالفكري فيمسائل دقيق الكلام.ولا سبيل إلىانكار حقيقةأن مباحث الدقيقكانت تستهدفخدمة الجليلأصلاً. لكنالعمل فيمباحث الجليلقادتالمتكلمينإلى مهاوي أودتبهم مواردالهلاك. فقدكانت محنة خلقالقرآن محنةتاريخية ألقتبظلالهاالثقيلة علىعلم الكلامعموما، فأدت آثارتلك المحنةإلى تحريمالاشتغالبعلم الكلام.واصبحت تهمةالانتماء إلىالمعتزلة تهمةخطيرة قد توديبحياة من يتهمبها.
منطلقات علمالكلام


انطلقالمتكلمونبشكل أساسي منالوحي ممثلاًبالقرآن، وهوالنص الذياعتمدوه فيخلفيةمنظومتهم الفكريةلفهم العالم.وهو المصدرالأساس الذي يعوّلعليه عندهم.ولما ان النصالقرآني بحاجةإلى تفسيروتأويل فإنهماعتمدواالعقل لتفسيرهعلى أصولالبيانالعربي الذيتعبر عنه دلالاتاللغةالعربية التينزل بهاالقرآن. إذنفالقرآنواللغةوالعقل هيالركائزالثلاثةلاستنباطالأحكام والمفاهيمعندالمتكلمين,وبهذا المعنىوبهذا القدريكون النتاجالفكريللمتكلمينمنتمياً إلىالاسلام والىالعربية. المنهج


يختلفالمتكلمون عنالفلاسفة فيالمنهج الموصلإلى المعرفةالحقاختلافاًجوهرياً،فعلى حينينطلق الفلاسفةمن العالم(الطبيعة،المادة،المكان،الزمان...)ليفهمونهاعبر العقلالمحض الذي تكونمهمته تفسيرالمظاهرالطبيعيةواستيعابمحركاتهاوصولاً إلىالله، نجد أنالمتكلمين قدسلكوا منهجاًمعاكساً يبدأمن الوحي ممثلاًبالقرآن إلىالعقل عبراللغة، ومهمةالعقل تأويلالوحيواستيعابمظاهر العالممن خلاله،وصولاً إلىفهم هذاالعالم وفقالمراد الالهي.ويمكن ايجازالمنهجينبالمخططينالتاليين:
§ الفلاسفة(اليونان)
العالم ¬ العقل ¬ الله
النتيجة: إلهطبيعي له بعضصفات الإنسان.
§ المتكلمين(المسلمين)
الله ¬ العقل ¬ العالم
النتيجة: عالممفهوم وإلهمفارق لكنهقيوم المبادئ


من خلالتحليل التراثالفكريالواسع الذيخلفه لناالمتكلموننجد أنهمقالوا بخمسةمبادئ أساسيةفي دقيقالكلام، وهيتقابل خمسةمبادئ أخرىمناقضة قالبها أرسطو ومنتبعه منالفلاسفة،مما شكّل أسسالرؤية الفلسفيةالسائدة عناليونان،والتي بدورهاكونت الهيكلالعام للفكرالفلسفيالإسلامي ممثلاًبطروحاتالكنديوالفارابيوابن سينا وإبنرشدوتلامذتهمومن شايعهم.وهذه المباديءالخمسة يمكنبسطها علىالنحو التالي

المتكلمون

الفلاسفة

· الحدوث

· القدم

· التجزئة

· الإستمرارية

· التغير والتجدد

· الثبات والإنتظام

· التجويز والاحتمال

· الحتم

· النسبية

· المطلق


ولغرضتوضيحالمباديءالتي قال بهاالمتكلموننقدم فيما يليشرحا موجزالكل منها: [b] [/b]

[b]المبدأالأول: الحدوث[/b]


يُجمعالمتكلمونعلى أن اللههو القديموحده، الواجبالوجود، وكلماسواه مُحدث أيمخلوق بعد أنلم يكن، خلقهالله وهوالقيّم عليهكل آن. وبدونالله يكونالعالمعدماً، لأن كفالله عن فعلالخلق يحولالأشياءعدماً. ومعنىأن الله قديم(أو أزلي) أيأنه سابق علىالزمان. ومعنىالمُحدث أنه لميسبقه زمانولا مكان.وتكاد جميعكتب علمالكلام تفتتحمقالاتها بهذهالمسألةالقدموالحدوث فهيرأس مسائل دقيقالكلاموجليله. يقولالشهرستاني فيكتاب نهايةالاقدام: "مذهب أهلالحق من أهلالملل كلها أنالعالم محدثومخلوق أحدثهالباري تعالىوأبدعه"[وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط].
وقد لعبمبدأ الحدوثعندالمتكلميندوراًمركزياً فيرؤيتهم الفلسفيةللعلمومحاولتهمفهمه وفقالمصدر الرئيسالذي هوالقرآنالكريم. [b] [/b]

[b] [/b]

[b]المبدأالثاني: التجزئة، فرضيةالجوهر الفردوالأعراض[/b]


إختلفالقدماء فيمسألة قسمةالأشياء إلىأجزاء أصغروأصغر. فقالأرسطو ومنتبعه من فلاسفةاليونانوالمسلمينبإمكانالقسمة إلى مالا نهاية لهمن الأجزاء.وهذاالانقسامقابل للتحققفعلاً (أي علىقولهم:بالفعل)، كماأنه ممكنبالقوة (أوالوهم فيمصطلحالمتكلمين)،أي بالتصورالذهني.
لكنالمتكلمينالمسلمينرفضوا ذلك،وقالوا بدلاًعنه بأنانقسام الأشياءإلى أجزاءأصغر منهاممكن بالفعلحتى يصيرالجزء إلى حدغير قابلللقسمة وهذاالقدر سموه"الجوهرالفرد". وقد قسّمالمتكلمونالمحدثات إلىثلاثة أقسام:جسم وجوهروعَرَض قائمبالجوهروالجسم[وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط].
وقد ذهب ابن حزمفي الفصل الىأن خلفية قولالمتكلمينبتجزئة الأشياءحتى تصير إلىالجزء الذي لايتجزأ هي فيقوله تعالى: (وأحصىكل شيء عددا)،وعليها اعتمدالمتكلمون فيقولهم هذا.لكن الجوينييذكر فيكتاب الشاملفي أصول الدين"أنالفيل أكبر منالذرة ولو كانلا غاية لمقاديرالفيل ولالمقاديرالذرة لم يكنأحدهما أكثرمقادير منالآخر ولو كانذلك كذلك لميكن أحدهم أكبرمن الآخر كماإنه ليس أكثرمقادير منه"[وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط].ممايعني أنالمتكلمين لميأخذوا بالنصالقرآنيمجرداًبالتسليم بهبل هم، علىالأقل، قد وجدواالدليلالعقلي الذييؤيد مايذهبون اليه. [b] [/b]

[b]المبدأالثالث: التغيروالتجدد أوالخلقالمستمر[/b]


يرىالمتكلمون أنالتجددالمستمر هوصفة الخلق.وتأتي هذهالصفةإثباتاًلقيوميةالخالق علىالمخلوقات(الموجودات).وهم إذ قسّمواالموجوداتإلى جواهروأعراض فإنالمراد من هذهالقسمة فيجانب منها أنتتيح مجالاًلفعل التغييروالتجديدالمستمر من ذاتالخلق فيالخلوقات.لذلك فإنهمجعلوا الجواهرثابتةوالأعراضمتجددة لاتبقى علىحالها زمانين.
يقولموسى بن ميمون[وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]:"والذيدعاهم – أيالمتكلمين–إلى هذا الرأيهو أن لا يقالبأن ثمة طبيعةبوجه وأن هذاالجسم تقتضيطبيعته منالأعراض الكذاوالكذا، بل يريدون أنيقولوا انالله تعالىخلق هذهالأعراض الآن دونواسطةطبيعية، دون شيءآخر، فإذا قيل ذلكلزم عندهمضرورة ان لايبقى ذلكالعرض، لأنك إذا قلتيبقى مدة ثمّيُعدم لزمالطلب: أي شيءاعدمه؟ فإن قلت أنالله يعدمهإذا شاء، فهذا لا يصحبحسب رأيهملأن الفاعل لايفعل العدملأن العدم لايفتقرالفاعل، بل إذا كفالفاعل عنالفعل عدم ذلكالفعل، وهذا صحيح منجهة ما، فلذلك أفضىبهم القول، لكونهمأرادوا أن لا تكونثمّ طبيعةتوجب وجود شيءأو عدم شيء، إنقالوا بخلقالأعراضمتتابعة"وقد سميت هذهالنظريةحديثاً (نظريةالخلقالمستمر)[وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط].
نفيالطبائعالأربعة:نفىالمتكلمونالطبائع أوالأستقسات Substances الأربعة (وهيالناروالترابوالهواءوالماء) التيقال بهاأرسطو. وذلكلأن القولبالطبائعيعطي للموجوداتصفة القدرة،فيجعلهاقادرة علىالفعل بذاتهامما يجعلهاتشترك معالخالق فيتصريف الوجودوهذا عندهممحال[وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط].
وتعتبرهذه الأطروحةامتيازاً كبيراًللمتكلمينالمسلمين لأنالقولبالطبائع الأربعةكان مذهباًفلسفياًشائعاً لهتطبيقاتعملية كثيرةمنها ما هو فيالطب وما هوفي الأدوية.فنفي هذاالمبدأ يميزالمتكلمينتماماً، بلوينفي صلتهمبالفلاسفةبأي وجه كان.

[b]المبدأالرابع:التجويزوالاحتمال[/b]


قالالمتكلمونبأن العالمممكن (أيمحتملContingent ) وليس بواجبNecessary. كما قالوابأن قوانينالعالم هي ذاتطابع إحتمالي Probabilisticوليست حتميةDeterministic.
هذايطرح مشكلةالسببية: هل قالالمتكلمونبالسببية أمأنهم نفوهاتماماً كما هورائج فيالأوساطالفكريةالمعاصرة ؟
إن الدارسلتراث المعتزلةليجد أن لديهمأربعة أنواعمن العلائقالسببية،وهذه هي: الإعتماد، الإقتران، التولّد، ومستقرالعادة[وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]. أما الأشعريةفإنهم قالوا بمستقرالعادة فقطولم يعترفوابالتفاصيلالتياعتمدتهاالمعتزلة. [b]المبدأالخامس: النسبية[/b]


الزمانوالمكانماهيتانتجريديتان لامعنى لهما دونالمتزمنوالمتمكنفيهما: يقولالجرجاني في كتابالتعريفات في تعريفالزمن إنه "عبارةعن متجددمعلوم يُقدربه آخر موهوم، كمايقال: آتيكطلوع الشمس، فإنطلوع الشمسمعلوم، ومجيئهموهوم فإذاقرن ذلكالموهوم بذلكالمعلوم زالالإيهام"،وفي اللغةالعربية يأخذالزمن معناهمن خلال تواليالأفعال.
أما بما يخصمصطلح المكانفإن الجرجانييقول: أنالمتكلمينيرون أنالمكان "هو الفضاءالذي يثبتهالوهم ويدركهمن الجسمالمحيط بجسمآخر كالفضاءالمشغول بالماءأو الهواء فيداخل الكوز، فهذا الفراغالموهوم هوالذي من شأنهأن يحصل فيه الجسموإن يكونطرفاً لهعندهم، فبهذا الاعتباريجعلونهحيزاًللجسم، وباعتبارفراغه عن شغلالجسم إياهيجعلونهخلاء، فالخلاءعندهم هو هذاالفراغ مع قيدأن لا يشغلهشاغل من الأجسام، فيكونلا شيئاًمحضاً لأنالفراغ الموهومليس بموجود فيالخارج بل هوأمر موهومعندهم"[وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط].
ويمكن تلخيصرؤيةالمتكلمينللمكانوالزمان بمايلي[وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]:

  1. إنهم تصوروا الزمان ملفاً من أجزاء صغيرة منفصلة متعاقبة لا تقبل القسمة فهو يقوم على الانفصال لا على الاتصال.
  2. أنهم قالوا بنسبية الزمان ونسبية القبل والبعد واعتمادها على الراصد.

3. أنهمنظروا إلىالزمان من حيثوظيفته أيكونه من حيثهو تقديرالحوادثبعضها ببعض.
4. أنهمرفضوا القولبوجود زمانمطلق أو مكانمطلق وربطوابين الزمنوالمتزمنفيه، مثلماربطوا المكانوالمتمكنفيه، فهم لايتصورونالمكان ولاالزمانمستقلين عن محتوياتهما، بليربطون بينالشيء ومكانهوزمانهويجعلون منذلك وحدةواحدة.
5. أنهمرفضوا وجودالزمانوالمكان قبلخلق العالم بلاعتبرواوجودها معوجود العالم.
أمثلةمن التطبيقات


لنظريةالمتكلمين فيدقيق الكلامتطبيقات كثيرةتمخضت عنهاجملة منالمفاهيموعدد من المسائل.فمن المفاهيم:الجوهر والعرضوالأكوان (وهيخمسة،الاجتماعوالافتراقوالحركةوالسكون والمماسة)وفي الحركةظهر مفهوم الطفرةالذي قال بهابراهيمالنّظامومنها أيضاً مفاهيمفي الوجوهالمختلفةللسببية وهيعند المعتزلةأربعة وجوه: التوّلدوالاقتران والاعتمادومستقرالعادة إلىغير ......الخ
ومن المسائل: الحركةوالسكونوالثقلوالممانعة والسببيةوالعدم وتوسعالكون وذبولالشمس وغيرهاكثير مما بحثهالمتكلمون.وقد قمت بجهدمتواضع حتىالآن لدراسةوتحليل بعضالمفاهيم والمسائلوفيما يلي أعرضلملخصات بعض هذهالمسائل بشكلسريع دون كثيرمن الدرس والتحليل.[b]مذهبالذريةوالتجزئة [/b]


بحثنافي هذه الورقةأصول مبدأالذرية وفصولهعندالمتكلمينالمسلمين وهيفرضية "الجزء الذيلا يتجزأ" أوما أسموه"الجوهرالفرد"،معتمدين علىمصادرهم الأصيلة،مبينينالدوافع التيدفعتهم إلىالقول بهذهالفرضية. كذلكنكشف عن صلةمبدأ الذريةبمبادئ أخرىقال بهاالمتكلمونوكانت جزءا منأركاننظريتهم فيفلسفة"العالم" أوما يسمى عندالفلاسفة"الطبيعة".ونعرض في هذاالبحث لرأيالفقيه ابنحزم الظاهريفي فرضية الجزءونكشف عن أنأسباب رفضهإياها هو عدمإدراكهللمعنىالأنطولوجيلوجود الجزءالذي لا يتجزأ.كذلك نعرضلرأي ابن رشدفي قولالمتكلمين بمبدأالتجزئة حيثنجده يرفض هذاالمبدأ لأن القولبه يترتب عليهأن تكون صناعة(علم) الهندسةهي صناعةالعدد بعينهاكما يقول، أي يترتبعليه تداخلالصناعتين.وهذاالاستنتاجالذي يُعدُّمساهمةًإبستمولوجيةكبيرة تجداليوم تحققهافي نظريةالكموم فيالفيزياءالمعاصرة. ثمنعطف على آراءبعضالمستشرقين المعاصرينفي مبدأالتجزئةوبالأخصدراسة شلوموباينس ودراسةهاري ولفسونلنبين تهافتإدعاءاتهمبنسبة هذاالمبدألليونان تارةوللهنودأخرى، مؤكدينحقيقة الأصولالإسلامية لهذاالمبدأبالصيغة التيطرحه بهاالمتكلمون المسلمونالأوائل،وبالخصائصالتي حددوها للجزء.
[b]جالينوسوالغزاليوذبول الشمس[/b]


ناقشأبو حامدالغزالي فيكتابه "تهافتالفلاسفة"أدلة الفلاسفةعلى قدمالعالم، فجاءفي حيثيات المسألةالثانية منالكتابدليلين علىإبطال قولالفلاسفة فيأبدية العالموالزمانوالمكان.ويناقش أبوحامد الدليلالأول لهم وهوقول جالينوسأن الشمس جرملا يعتريهالتغير والذبول. بينماكان جالينوسقد رفض القولبذبول الشمسوتغيرهامنطلقاً من:
1. الشمس جرمسماوي وهي منطبيعة تختلفعما على الأرضمن الأشياءالتي تتألف منالأستقصات الأربعة.
2. أن الأرصادلا تُظهرتغييرا في جرمالشمس.
وقد دافعابن رشد عنرأي جالينوس ومن خلالهذا الدفاعيتبين لنا مايلي:
1. أنابن رشد يدافععن أصلالمسألة فيعدم قبول الفلاسفةلفكرة فسادالإجرامالسماوية كونهانظام إلهي،ولأنها منطبيعة خامسةهي الطبيعةالأثيريةبحسب اعتقادالفلاسفة.
2. أنابن رشد يستدلعلى عدم فسادالشمس بعدمملاحظةتأثيرات هذاالفساد فيبنية سائرالأجرامالأخرىوأفعالهاوانفعالاتها.
إلا أن أبوحامد الغزالينقض ما ذهبإليه جالينوسمنطلقا منرؤيةالمتكلمينالقائلة بوحدةالعالم وأنالأجرامالسماوية هيمن ذات طبيعةالأرض نفسها. ومنالمعروفاليوم أنالشمس هي جرمكبير يتألف منمادة غازيةتحصل فيباطنهاانفجاراتنووية هائلةوبالتالي فهيفي حالة تطورمستمر وفيحالة ذبولبطيء جداً إذيقدرالفلكيين ماتبقى من عمرالشمس بخمسةمليارات منالسنين،بعدها ستتكورإلى قزم أبيضمستقر. وهومصداق قولهتعالى (والشمستجري لمستقرلها ذلك تقديرالعزيزالعليم). لقدأدرك الغزاليضرورة انحلالالشمس وذبولهارغم عدم توفرالأرصادالفلكيةالدالة على ذلكفي وقته لأنهيعلم منالقرآن أن كلشيء في العالمإلى زوال فإن (كلشيء هالك إلاوجهه).

[b] [/b]

[b]مسألة توسعالعالم(الكون) بينالغزالي وإبنرشد[/b]


بحث أبوحامد الغزاليفي كتاب تهافتالفلاسفةمسألة حجمالعالم(الكون) وفيماإذا كانقابلاً أنيكون أكبر مماهو عليه أوأصغر. واستدلبعد دراسة هذهالمسألةوتقليبها من وجوهعلى أن العالميمكن أن يكونأكبر مما هو عليهأو أصغر مماهو عليه ممايعني إمكانيةتوسع الكون أوانكماشه.
وقدبنى الغزاليموقفهاعتمادا علىطروحاتالمتكلمينومبادئهم فيرؤيتهمللزمانوالمكانوالمادة. فإنالفلاسفةيتصورون وجودزمان قبل وجودالعالم ومنهنا كانالعالم عندهمقديماً (أوأزلياً) لابداية له فيالزمان. إلاأن العالمعندهم محدودمكانياً وهوغير قابلللزيادة ولاالنقصان، علىحين أنالمتكلمينينفون أزليةالعالم لكنهميجوزون أنيصير أكبر منهأو أصغر أييجوزون أنيكون له إمكانالامتداد إلىحجم أكبر أوالانكماش إلىحجم أصغر.لذلك يوازنهنا أبو حامدبين جوابه(وجوابالمتكلمينالذين ينطقباسمهم فيتهافتالفلاسفة) فيمسألة الإمكانالمكانيوجوابالفلاسفة فيالإمكانالزماني. وعلىالحقيقة،فيما أجد، فإنهذه الموازنةغير ضروريةوليس يحتاجإليها أبو حامد.فالزمان غيرمتعلقبالمكان عندالفلاسفة، بللك منهماهويته وجودهالمستقل. وليسالحال كذلكعندالمتكلمينالذين يجعلونالزمان والمكانكينونةمشتركةيجمعها الحدث.
لكن ابنرشد يجيبعن الفلاسفةويدافععن رأيهم ويرىأن مسألةأن يكونالعالم أكبرمما هو عليهأو أصغر قضيةلا تقع في حيزالممكن ، بلهي بينالضروريوالممتنع فقط.ولذا فإن كونالعالم أكبرمما هو عليهأو أصغر ليس ضرورياًبل هو ممتنع. معنىذلك أنالفلاسفة لايقبلون أنيكون العالمأكبر مما هوعليه لأنه لوجاز ذلك لأمكنأن يكون غيرمتناه فيالعِظم، وهوعندهم محال.وكأن السماح بزيادةحجم العالمتفضي إلىتوسعه إلى مالا نهاية له!وهذا مُحالعندهم.
وهكذايدور الحواربين أبو حامدالغزالي الذيسطر رأيه فيكتاب تهافتالفلاسفة وبينأبن رشد الذيرد عليه بعدنحو نصف قرنمن وفاتهمنافحاً عنرأي الفلاسفةحتى أنه ليوردقياساتمغلوطة في هذهالمسألة. لكن الغزاليأوقع خصومهالفلاسفة فيالفخ فعلاً،ذلك لأن استحالةأن يكونالعالم أكبرمما هو عليهأو أصغر يعنيأنه مطلق، أيواجب،والواجب (أوالمطلق) مستغنعن العلة.فكيف يكونالعالم معلولاًإذن؟ هذهالنتيجة،برأي أبيحامد، تُلزم الفلاسفةأن يقولوا بماقالهالدهريون أنالعالم ليس لهخالق.ومنالمعلومحالياً أنجميعالفلكيينوالباحثين فيعلومالكونيات يتفقوناليوم على أن الكونهو في حالةتمدد وإنه كانأصغر مما هوعليه الآنفيما مضى من الزمان.وبالتالييكون ما ذهبإليه ابو حامدالغزالي صحيحاُ.علىحين يكون ماذهب إليه ابنرشد خاطئاً فيمنظور العلمالمعاصر. وقدنشرت في بحثالغزالي وابنرشد لهذهالمسألةوتحليلهابحثاً واسعافي مجلة أبحاثاليرموك[وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط].
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المتشوقة للجنة
حـارس ــة الإســلام
حـارس ــة الإســلام
المتشوقة للجنة


الجنس الجنس : انثى
العمر العمر : 27
عدد المساهمات عدد المساهمات : 972

الرؤية الإسلامية لفلسفة علوم الطبيعة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الرؤية الإسلامية لفلسفة علوم الطبيعة   الرؤية الإسلامية لفلسفة علوم الطبيعة I_icon_minitimeالأحد أكتوبر 03, 2010 2:46 pm

[b]شاهدمن الحاضر[/b]


إنالرؤيةوالمنهجالأرسطيين قدطبعا الفكر الأوربيواستولياعليه قديماًومما لا شك فيهأن العقلالأوربيحديثاً لا زالمتأثراً بتلكالأسسوالمبادئالتي قامتعليهاالفلسفة اليونانيةوالأرسطيةبخاصة. يؤكدهذا تأثرالتوجهالعلميالحديث وحتىالمعاصر بتلكالأسسوالمبادئ. يقولكولز ولوشينفي مقدمةكتابهم Cosmology وهوأحدث كتاب صدرفي علومالكونيات (عام2002) ما يلي:
"إنالمبدأالكوني الذييقرر أن الكونبمداه الواسعهو متجانسومتناسقيكافي كسببللتدليل على أنكون نيوتنلايمكن أنيكون ساكناً،فإما أن يكونمتوسعاً أويكونمنكمشاً، إلاأن الموقفالفلسفي فيالمجتمعالغربي الذييعتبر الكونلا متغيراًأبداً منعالعلماء في الغربمن إدراك هذهالنتيجة حتىفرضتها عليهمالأرصادالفلكية فيالقرنالعشرين".
[b]مسألة السببيةCausality[/b]


مبحثالسببية عندالمتكلمينمبحث واسعجداً عميقالغور بعيدالمنال فيهإطناب كثيروقد ذهب عامةالدارسينالمعاصرينإلى ترويجالقول بأن المتكلمينرفضواالأسبابوالسببيةوالحق أنهم لميرفضواالسببية Causality بل رفضواالحتمية Determinism منطلقينمن مبدأ لافاعل، على وجهالحقيقة، إلاالله. فهوالفاعلالمريدالمطلقالمختار، وكلما عداه منأفعال هيتعلقاتواقتراناتوملحوظات جرتمجرى العادة.
وقدعرضنا لموقفأبي بكرالباقلاني منمسألة الطبعفي بحث مستقل،إذ يؤسس علىالقول برفضالقول بأنصانع العالمإنما هو طبيعةمن الطبائعوجب حدوثالعالم عنوجودها. وهذهالرؤية تؤلفأصول موقفالأشاعرة من مسألةالسببية. وإذيُنكرالباقلانيالقول بوجودالطبائع أوكونها فاعلةبذاتها فإنهإنما يلجأ إلىتفنيد الرأيالمخالفمعتمداً المنطقالكلاميالسائد فيعصره والمميزبأسلوبه الجامع.وقد قمنا فيهذا البحثبتمييز ثلاثةوجوه للرد علىالقول بالطبعوالطبائع،كما قمنابتمحيصمساراتالبرهنة التياعتمدها الباقلانيفي نفيهلأقوالافتراضيةللخصوم، مبينينما تضمنته تلكالمسارات منفروض ضمنية ورؤىكلامية تختفيخلف الحكمالذي يتوصلإليه الباقلانيفي كل خطوة.الأمر المهمفي هذا البحثهو الكشف عنحقيقة أنالأشاعرةرفضوا القول بالطبائعالأربعة التيقال بها كثيرمن الفلاسفةوقال بها بعضالمعتزلة،إلى جانبإقرارهمبوجوب وجود كلمعلول بعلة. كما نؤكدرفضالباقلانيوبقيةالأشاعرة لتميّزالأجرام السماوية،بما فيهاالشمسوالقمر،واختصاصها بتركيبمعين خلافاًلتركيبالأرض، كمارفض التنجيمونقده. وهذاالذي نكشف عنههنا مخالفللشائع منالظن أنالمتكلمينعامةوالأشاعرةمنهم على وجهالخصوص رفضواالسببيةوقالو بالجبرالمطلق. ويمكنالقول إن هذا السبقالمعرفي الذيتبناهالأشاعرة فيرفض أن يكونالعالم مركبامن الطبائعالأربعة إنمايعبر عن أصولموقفهم من خلقالعالم، هذهالرؤية التيتبناها لاحقاأبو حامدالغزالي فيكتابه "تهافتالفلاسفة".على أن المؤرخالفلسفي هاريولفسون كان قدأغفل طرح هذهالمسألة فيكتابه الواسععن "فلسفةالكلام".موقفدقيق الكلاممن نظريةالفيزياءالمعاصرة


تبين لناخلال البحثالمقارن أنالعقل العربي الإسلاميممثلاً بفكرالمتكلمينالمسلمين يتميزبمبادئ وأصولخاصة، هذهالمبادئ والأصولالتي تشكلأُسس العقلالعربيالإسلامي تتفقإلى حد كبيرمع المبادئوالأصول التيانطلقت منهاالفيزياءالحديثةوالمعاصرة.
ولماكانتالمعالجةالعلميةالشموليةتقتضي دوماًالاقتصاد فيالفكر، فقددفع هذا المطلبالفيزيائيينإلى النظر فيتوحيد القوىالطبيعيةالأربعة:الجاذبيةوالكهرمغناطيسيةوالنوويةالضعيفةوالنوويةالشديدة. هذهالقوىالأساسيةالأربعة التيتؤسس بنية العالمالفيزيائيكله. وقد جهدالباحثون في محاولاتهملاكتشافالقانون أوالقوانين الموحدةلهذه القوى.دعيت هذهالنظريةبنظرية المجالالكمي الموحد Unified Field Theory وقدنجحت جهودالعالِمينستيفنواينبرغ الأمريكيومحمد عبدالسلامالباكستانيفي توحيدقوتين من تلكالقوى وهماالكهرمغناطيسيةوالنووية الضعيفةودعيت القوةالجديدة بـ(الكهروضعيفة)electroweak لكنتوحيدالقوتينالباقيتينمعهما يبقى أملأبعيد المنال.ذلك لأنالنوويةالشديدة تعملعند حدود متناهيةفي الصغر مكاناًوزماناً، كما أنقوى الجاذبيةوبرغم ضعفهامقارنةبالقوىالنوويةفإنها هي الأخرىتمتاز بطولالمدىوبكونهامؤطرة ضمن نظريةالفيزياءالمعاصرةبنظريةالنسبية العامة، هذهالنظرية التيلا تتفق مبدئياًمع نظريةالكم، ويتلخص عدمالاتفاقبمبدأين هما: مبدأالتجزئةوالانفصالومبدأالتجويزوالاحتمال، ففي حينتقر نظريةالكم هذينالمبدأينتنفيهما بنيةنظريةالنسبية وقدلخص أينشتيننفيه لمبدأالاحتمالوالتجويزبقوله (أن اللهلا يلعبالزهر) God does not play dices اصراراًمنه على أنقوانين الكونلا بد أن تكونحتمية!. وبرغم نجاحديراك فياكتشافمعادلة حركةالألكترونالنسبوية إلاأن توحيدنظريتي الكموالنسبيةالعامة لا زالبعيداً، مما يعنيأن نظريةالفيزياء لازالت غيركاملة Incomplete.
منجانب آخرفإننا لوبحثنا في أصولوفصول نظريةالكم نفسهالوجدنا أن هذهالنظرية كانتولا زالتتعاني منتناقض داخلييتمثل بتعارضالموضوع(المبدأ) معالآلة(التقنية)المستخدمة فيإنتاجالنظريةنفسها، ففي حين تبدأنظرية الكمبالنظرإلىالوجودكأجزاء وكموم Quanta(ممثلاًبنظرية بلانكفي امتصاصوانبعاث الطاقةونظريةالجسيماتالأولية)تستعمل هذهالنظريةحسبانالتفاضلوالتكاملالذي يفترضبالأساس مبدأالاتصالويجعل منالانفصالوالتجزئةحالة وهمية لانصلها إلابالعقل المجرد،(أي في الوهمبحسب تعبيرالمتكلمينالمسلمين)، إذأن تفاضل أيكمية أن هوإلا القولبتجزئة هذهالكمية إلى مالانهاية له منالأجزاءاللامتناهيةفي الصغر.
لعلناالآن نفهمبوضوح أكبرلماذا كان علىإبراهيم النظّامأن يقولبالطفرة فيتفسيرهللحركة. فالرجلفعل مثلمايفعلالفيزيائيونالمعاصرون،قال بالتجزئةوالانفصاللكنه رفضالقولبالجوهرالفرد أيبوجود حدودللتجزئة لذلكفإنه تعامل معالطبيعة(الحركة هنا)من منطقتجزيئي -اتصالي، تجزيئيبالرؤيةواتصاليبالمنهج منحيث كان يدريأو لا يدري.
إذن، فالتكميمالحاليللطبيعة ليس كاملاً.بدأ صحيحاً معمطلع القرنالعشرين، ثمّاتخذ اتجاهاًرجعياًمنكفئاً إلىمبادئ وأصولالعقلاليونانيالذي يتجلىحالياًبأعمال نظريةالمجال الكمي.ولعل في هذاأيضاً ما يفسرلنا أسبابودوافع ظهورنظريات(المتغيراتالخفية) Hidden Variable Theories التيابتدعهاأصلاً ديفيدبوم وجماعة منالباحثينالفيزيائيين المعاصرين.إنها العودةإلى الأصول،أصول العقلاليوناني. تلكالصورةاللاشعوريةوالملزمة فيآن واحد، فهي لاشعورية لأنالعقل العلميالغربي(الأوروبي -الأمريكي)يتفاعل منخلال وداخلثقافته، وموروثهالثقافي الذيهو العقلاليوناني، وهيملزمة لأن جُلالعاملين فيهذا العلموقادته همالغربيون، أو منعاش ثقافتهموتشبع بعقلهموأصولتفكيرهم.
وإذاأردنا أن نرسمأفقاً لتوظيفالعقل العربيالإسلامي فيمستقبل الفعلالعلمي فإنناولا بد أننتصل أولاًبالعلمبمنظور مجردقدرالمستطاع، وكماأن الغربين هموليدوثقافتهموموروثهمالثقافي فنحنكذلك أيضاً،وهذا الآن ليسعيباً لأنّه مدعاةللتقدم كمانرى خلال هذاالبحث، إلا أننابجانب هذاوذلك لا بد أنننظر في الأشياءنظرة نقديةشمولية. وهكذاإن نحن أحسنّاالتعامل معالموضوع ومع أنفسنافإننا قادرونعلى العطاءالمثمر لأننابالأساسمؤهلون لهذاالدور من خلالبنيتناالثقافيةاللاشعوريةتلك البنيةالتي كانتتحسب علينافيما مضى منالزمان عيباًفصارت الآنلنا امتيازاً.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الرؤية الإسلامية لفلسفة علوم الطبيعة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» علوم الطبيعة
» تأثير الانسان الفلسطيني على الطبيعة والتنوع الحيوي
» علوم الحديث
» علوم طبيعية
» كتب علوم الحديث والسنه

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الساحة الإسلامية :: ثقافتك :: ••علوم البيئة و الطبيعة ..«-
انتقل الى: