الساحة الإسلامية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
هدي الجنة
ربِّ ارحمهما. I_vote_rcapربِّ ارحمهما. I_voting_barربِّ ارحمهما. I_vote_lcap 
دمــ ع ــــة خ ـــشيـــة
ربِّ ارحمهما. I_vote_rcapربِّ ارحمهما. I_voting_barربِّ ارحمهما. I_vote_lcap 
المتشوقة للجنة
ربِّ ارحمهما. I_vote_rcapربِّ ارحمهما. I_voting_barربِّ ارحمهما. I_vote_lcap 
عطر الشهادة
ربِّ ارحمهما. I_vote_rcapربِّ ارحمهما. I_voting_barربِّ ارحمهما. I_vote_lcap 
pipawn et islam
ربِّ ارحمهما. I_vote_rcapربِّ ارحمهما. I_voting_barربِّ ارحمهما. I_vote_lcap 
راجية عفو الله
ربِّ ارحمهما. I_vote_rcapربِّ ارحمهما. I_voting_barربِّ ارحمهما. I_vote_lcap 
إيمــــان قلب
ربِّ ارحمهما. I_vote_rcapربِّ ارحمهما. I_voting_barربِّ ارحمهما. I_vote_lcap 
طالبة السلام
ربِّ ارحمهما. I_vote_rcapربِّ ارحمهما. I_voting_barربِّ ارحمهما. I_vote_lcap 
قمر الدجى
ربِّ ارحمهما. I_vote_rcapربِّ ارحمهما. I_voting_barربِّ ارحمهما. I_vote_lcap 
ريحانة القرآن
ربِّ ارحمهما. I_vote_rcapربِّ ارحمهما. I_voting_barربِّ ارحمهما. I_vote_lcap 
المواضيع الأخيرة
» : اجمل التوقيعات الاسلامية اختر منها ما شئت .......
ربِّ ارحمهما. I_icon_minitimeالسبت ديسمبر 03, 2011 3:22 pm من طرف طالبة السلام

» أعظم إنسان في الكتب السماوية
ربِّ ارحمهما. I_icon_minitimeالسبت ديسمبر 03, 2011 3:15 pm من طرف طالبة السلام

» حكمة بليغة...
ربِّ ارحمهما. I_icon_minitimeالسبت ديسمبر 03, 2011 3:04 pm من طرف طالبة السلام

» آداب الصداقة و الصحبة
ربِّ ارحمهما. I_icon_minitimeالسبت ديسمبر 03, 2011 2:42 pm من طرف طالبة السلام

» حوار مع ظلي
ربِّ ارحمهما. I_icon_minitimeالسبت ديسمبر 03, 2011 2:36 pm من طرف طالبة السلام

» ما هو سر رائحة المطر ... !!
ربِّ ارحمهما. I_icon_minitimeالسبت ديسمبر 03, 2011 2:25 pm من طرف طالبة السلام

» عبارات حلوه ومعاني اجمل!!!!!!
ربِّ ارحمهما. I_icon_minitimeالسبت ديسمبر 03, 2011 2:03 pm من طرف طالبة السلام

» الحيوان الذي لا يشرب الماء أبدا
ربِّ ارحمهما. I_icon_minitimeالأحد أبريل 17, 2011 4:56 am من طرف هدي الجنة

» صلاة القضاء
ربِّ ارحمهما. I_icon_minitimeالجمعة أبريل 08, 2011 5:26 am من طرف هدي الجنة

» صلاة المسافر
ربِّ ارحمهما. I_icon_minitimeالجمعة أبريل 08, 2011 5:23 am من طرف هدي الجنة

» ** المتحابون في الله يحبهم الله **
ربِّ ارحمهما. I_icon_minitimeالثلاثاء مارس 29, 2011 1:35 pm من طرف هدي الجنة

» هنيئا لكم يا شباب مصر العظيمة
ربِّ ارحمهما. I_icon_minitimeالثلاثاء مارس 29, 2011 1:17 pm من طرف هدي الجنة

» viva tunisie
ربِّ ارحمهما. I_icon_minitimeالثلاثاء مارس 29, 2011 12:59 pm من طرف هدي الجنة

» صلة الرحم..
ربِّ ارحمهما. I_icon_minitimeالأربعاء مارس 16, 2011 4:31 am من طرف MooN TearS

» شرح لإرفاق الصور للمواضيع
ربِّ ارحمهما. I_icon_minitimeالخميس فبراير 17, 2011 11:24 am من طرف هدي الجنة


 

 ربِّ ارحمهما.

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
إيمــــان قلب
داعية جديد
داعية جديد



الجنس الجنس : انثى
العمر العمر : 28
عدد المساهمات عدد المساهمات : 60

ربِّ ارحمهما. Empty
مُساهمةموضوع: ربِّ ارحمهما.   ربِّ ارحمهما. I_icon_minitimeالأحد نوفمبر 28, 2010 3:33 am

جاء في بعض كتب التاريخ أن أمية الكناني رجل من سادات قومه، وكان له ابن يسمى كلابا وكان شابا صالحا، هاجر إلى المدينة في خلافة عمر بن الخطاب t فأقام بها مدة من الزمن، فلقي ذات يوم بعض أصحاب النبي r فسألهم أي الأعمال أحب إلى الله فقالوا الجهاد في سبيل الله، فذهب كلاب إلى عمر يريد الجهاد، فأرسله عمر إلى بلاد الفرس مع الجيش مجاهدا.
فلما علم أبوه بخروجه للجهاد تعلق به، وقال يا بني لا تدع أباك وأمك شيخين كبيرين ضعيفين، ربياك صغيرا حتى إذا أحتاجا إليك تركتهما؟
فقال يا أبتاه أترككما لما هو خير لي، وألح على والديه حتى أذنا له، ثم خرج غازيا للجهاد بعد أن أرضى أباه وأمه، فأبطأ في الغزو وطال في البعد وعظم الشوق من الأبوين لابنهما، وكان أبواه يجلسان في ظل نخلة لهما يترقبان ابنهما كلابا واشتد بكاؤهما وحزنهما، فذهب أبوه إلى عمر بن الخطاب t، يطلب ولده، فكتب عمر t بردِّ ولده.
فلما قدم الولد، سأله عمر t، ما بلغ من برِّك بأبيك؟
قال: كنت أوثره وأكفيه أمره وإذا أردت أن أحلب لبناً، أجيء إلى أغزر ناقة في إبله فأريحها وأتركها حتى تستقر ثم أغسل ضرعها ثم أحلب له وأسقيه، ولا أعلم شيئا يحبانه إلا فعلته، ولا يبغضانه إلا تركته.
فبعث عمر إلى والد كلابا وجيء به فدخل على عمر وهو يتهادى قد ضعف بصره واحدودب ظهره، فقال له عمر: كيف أنت يا أبا كلاب؟ قال: كما ترى يا أمير المؤمنين، فقال: ما أحب الأشياء إليك اليوم؟ قال: أحب أن أرى ابني كلابا فأشمُّه شمَّة، وأضمُّه ضمَّة قبل أن أموت، فبكى عمر وأمر كلابا أن يحلب لأبيه ناقة فقام الابن ففعل فأخذ عمر الإناء وقال له إشرب يا أبا كلاب، فلما تناول الإناء ليشرب وقرّبه إلى فمه بكى وقال والله يا أمير المؤمنين إني لأشم رائحة يد ولدي كلاب في الإناء، فبكى عمر وقال هذا ابنك كلاب قد جئنا به إليك، فوثب أبو كلاب إلى ابنه فضمَّه وعانقه وهو يبكي بكاء الفرح والحزن.
إنها قصة من قصص التاريخ الماضية، إنها القصة التي يعيشها كل أب وكل أم، إنها القصة التي تكشف عمّا تكنّه نفوس الأباء والأمهات من الحب والحنان للأبناء والبنات، إنه الحب العظيم والحنان الكبير الذي ملأ قلبيهما، إنها الرحمة والشوق من الأبوين على الأبناء والبنات، إنها قصة البر في زمن العقوق، إنها الرحمة في زمن القسوة، والعطف والحنان في عصر الغلظة والجفاء والهجران.
أيها الأبناء! ليسأل كل واحد منا نفسه ما هي مشاعرك تجاه والديك؟
نعم! ما هي مشاعرك تجاه والديك؟
أجب أيها الابن! ما هو الحب والحنان والتبجيل الذي تحمله لهما؟
كم مرّة تعبت ليستريحان، وبذلت ليسعدان، وصبرت ليرضيان.
ما هو الإحسان والقول الكريم الذي تخفيه وتبديه لهما؟
بأي خطاب يكون النداء والجواب عليهما؟
حدثني عن السماع والرد لأمرهما ونهيهما؟
أجب ماذا تحمل في قلبك لأمك وأبيك من الإجلال والتعظيم؟
هل عرفت حقهما؟ هل أدركت فضلهما؟
هل علمت أن برّهما من أعظم أسباب دخول الجنان؟
هل علمت أن عقوقهما من أكبر الكبائر وسبب للعذاب والنيران؟
الأبوان ... الوالدان .
أنظر إليهما الآن، تخيل صورتهما أمام ناظريك، تخيّل فرحهما لفرحك، وحزنهما لحزنك، تعبهما لراحتك، شقائهما لسعادتك.
تذكر جيدا أن الأم التي تراها الآن بخيالك، هي والله التي حملتك في أحشائها تسعة أشهر وهناً على وهن، هي والله التي حملتك كرهاً ووضعتك كرهاً، تذكر ذاك الحمل المهول الذي أقض مضجعها، وأسهر ليلها تسعة أشهر كأنها الدهر كله، وهي ما بين إعياء وإغماء، وكرب وبلاء.
تذكر أن نموك في أحشائها لا يزيدها إلا ثقلا وضعفا، وعند الوضع والمخاض نزلت بها أشد ساعات الكرب والألم، ساعة رأت الموت بعينها.
شدة وألم، صراخ وبكاء، وأنت السبب! نعم! أنت السبب! بل ربما فارقت الدنيا لتخرج أنت إليها، فإذا كتب الله لها الحياة، ورأتك بجوارها، نسيت آلامها، وعلّقت فيك جميع آمالها، طعامك درها، بيتك حجرها، فراشك صدرها، مركبك يداها، تجوع لتشبع أنت، تسهر لتنام أنت، تتعب لترتاح أنت، بل والله الذي لا إله إلا هو إنها لترجو أن تموت لتحيا أنت أيها الابن، تلكلم هي الأم الرؤوم، وذلكم هو الأب الذي يكد ويسعى ويتعب، ويكدح ويربي ويشفق وأنت له مجبنة مبخلة.
يا عبد الله تذكر أن الأم والأب اللذين تستمتع بهما أو بأحدهما اليوم
والله ستفقدهما غدا ...
غدا ستفقدهما وتفقد بموتهما الشفقة والحنان، والبر والإحسان، وانظر رعاك الله إلى من فقد أمه وأبيه، سل من فقدهما أو فقد أحدهما.
كم يعض أصابع الندم في تقصيره في برّهما؟ والله يا قوم إن من فقد أمه أو أباه سيعلم حقا أنه الفقد الذي لا عوض له، والله يا قوم إن لحظة فراق الوالدين صعبة جدّاً.
إيه على اليتيم، إن فاجأه اليتم بلا حسبان، إيه على من فقد أنسه وحبه الغالي بلا رجوع، إيه على من بين يديه الحنان العذب، والأمل البديع، لكنه في غيّه مضطرب، وعن أمه منشغل.
سلوني عن الأحزان بعد رحيلها فلا حزن في الدنيا كحزني على أمي
مضت حيث لا رجوى بيوم رجوعها وحسبك أن تحيا مع اليأس والغم

يقول أحد الدعاة وهو يحدث عن فقده لأمه وأبيه :
كنت ابنا مثلكم لأبوين كريمين عشت بقربهما، وقرّت عيني بحبهما وحياتهما، فلما فقدت أبي فقدت شطرا من السعادة وجزءا كبيرا من النعيم، وجُرح قلبي بموته، فانحصر نعيم الحياة في أمي الحنون، فعاشت ترعاني بدموع عينيها، وطلبت سعادتي بشقائها، وراحتي بتعبها، ولكن وما أصعب ولكن حلّ بها الأجل، وماتت أمي...ماتت وأظلمت الدنيا في وجهي ولم تقف العبرات ولا الدموع، حملتها إلى المقبرة ولم أصدق بموتها، فلما وقفت على شفير قبرها أبت نفسي أن تضعها في لحدها، حاولت أن أكون آخر من يلمس كفنها وتربتها، دقّات قلبي تتسارع ودموعي لاتقف، فلما واريتها في قبرها في تلك الحفرة المظلمة، ولم أعد أرى ذلك الجسد الطاهر، أصابني ما أصابني في تلك اللحظة، اللحظة التي أحسست بعدها أن الرحلة قد انتهت فلم أستطع حراكا، الناس من حولي ولكني كالغريب.
فقد عودتني على سؤالها، وحنانها، وحبها، وعطفها، ولكني فقدتها..دفنتها..ودعتها..واريتها..شعرت بقسوة اليتم الحقيقي. سلوني أحدثكم عن اليتم بعدها فإن اليتيم الكهل أعرف باليتم أظلمت الدار حزنا على فراقها، أتخيل موضع جلوسها، ومنامها، وصلاتها.
إيهٍ يا أماه فقد ذهبت الآمال، ونزلت الآلام ففي كلِّ زاوية من الدار لك ذكرى، أسمع صوتك...أتتبع صداه...أين أنت يا أماه؟
فلا تسألن القلب عمــــــن أحبه ففي القلب من فقد الحبيبة نار
وهل أدخلن الدار من بعد أهلها فما الدار من بعد الحبيبة دار
لقد أوحشت دار الحبيبة بعدها وغارت نجوم الأنس فهي سرار
يا أيها الأبناء... من كان له أبوان أو أحدهما فليهنأ بهما، وليحرص عليهما، وليسعَ جهده في برهما...
يا أيها الأبناء... الوالدان تاج لا يراهما إلا الأيتام... الوالدان رحمة فقدهما اللقطاء... الوالدان أوسط أبواب الجنان...
أيها الأبناء... سائلوا من فجعه الدهر بفقدهما كما فجعني بموتهما... سائلوهم عن الرحمة والحنان التي فقدوها... سائلوهم عن الدعوات والدمعات التي حرموها... ومن أصبح منكم أبا يدرك هذا، ومن لم يصبح فعمّا قريب.
وها هو القرآن يستجيش المشاعر والأحاسيس، ويخاطب القلوب ويرغبها للقيام بحق الوالدين. (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما * واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا).
الأبوان الرحمة التي لا تقف والحب الذي لا يوصف، والوفاء والشوق والإحسان الذي لا ينقطع، وإن كنت في شك مما أقول فقف خلفهما أثناء صلاتهما واستمع لمناجاتهما بالدعاء لك، والصلاح والهدى لك، استمع لدعائهما، وهما يقولان اللهم أبعده عن رفقاء السوء، واصرف عنه كل سوء، دعاء وحب دائم وقلب ملء رحمة وشفقة ...
أغر أمرؤ يوما غلاما جــاهلا بنقوده حتى ينال به الغـــــرر
قال ائتني بفؤاد أمك يا فــــــــتى ولك الدراهم والجواهر والدرر
فمضى وأغمد خنجرا في صدرها والقلب أخرجه وعـــاد على الأثر
لكنه من فرط سرعته هـــــوى فتدحرج القلب المعفر إذ عثــــر
ناداه قلب الأم وهو معفر ولدي حبيبي هل أصابك من ضرر
فكأن هذا الصوت رغم حــــنوّه غضب السماء على الولد انهمر
فارتد نحو القلب يغـــــسله بما لم يأتها أحد سواه من البــــــــشر
فاستل خنجره ليطعن نفســـه طعنا سيبقى عبرة لمن اعتبـــــــر
ويقول يا قلب انتقم منـــــــــي ولا تغفر فإن جريمتي لا تغتفر
ناداه قلب الأم كــــف يدا ولا تطعن فؤادي مــــرتين على الأثر
عباد الله ...
إننا لا نعجب من حب وشوق الآباء للأبناء، لا نعجب من العطف والحنان والرحمة في نفوس الآباء والأمهات على البنين والبنات، ولكن العجب يوم تقابل الرحمة بالقسوة، والبر بالعقوق، والحب بالكراهية، واللطف والحنان برفع الصوت والهجران .
فترى الابن يخاطب أباه بلهجة لا تعبر عن بر، والبنت تخاطب أمها بلغة لا تكشف عن حب.
هنا يتألم الأبوان ويتأوه الوالدان، هنا يغضب الله وتحل العقوبات، وتمنع الخيرات، وتقل البركات وتمنع السماء قطرها، ويتوالى على الأرض قحطها.
يوم يبكي الشيخ الكبير، وتتوسل الأم المسنة، يوم تكفكف الأم دمعها من عقوق ابنتها وابنها، يوم تنزع الرحمة من قلوب الأبناء، يوم يتوجع الأبوان من الذرية الظالمة والعقوق العاتي.
يوم ترى أبناءنا قلوبهم أقسى من الحجر، وألفاظهم أحر من الجمر، وألسنتهم أحد من السيف، وأخلاقهم أغلظ مما في أقدامهم، جعلوا الحسنة سيئة، والمعروف منكرا، فنسوا قلوبا كانت تئن لمرضهم، وتتعب لراحتهم، وتفرح لفرحهم، فها أنت ترى وتسمع بعجائب من العقوق تحكيها وسائل الإعلام بمختلف أنواعها، فقد فشا العقوق في ديارنا وأنا أحيلكم إلى بيوتكم فمن كان أبا فلينظر صنيع أبنائه، ومن كان ابنا فلينظر إلى تأففه ونهره وعقوقه بأمه وأبيه.
عقوق يذهل العاقل، ويشيب الرضيع، في ليلة ماضية جاءتني امرأة مسكينة شاكية طال عمرها، ووهن عظمها، وهدّها الزمان.
يا ترى هل تشكو فقرها؟ هل تشكو ضعفها وعجزها؟ لا..لا ورب الكعبة، جاءت تشكو قهرا وظلما، تشكو عدوانا وجورا، تشكو ظلما وألما لم تعرف له مثيل، تشكو إساءة بعد إحسان، وقسوة بعد رحمة، تشكو آمالا تلاشت وتاهت في ظلمة الغفلة والعقوق، تشكو ابنها ... ابنها الذي حملته وهناً على وهن وكرهاً على كره تشكو ابنها الذي عدى واعتدى، وظلم وأظلم، فأضاع الحقوق، وسقط في العقوق، دخل إليها في صبيحة يوم يولول ويشتم ويلعن، فحاولت وذكرت وخوفت، قالت فرفع يده فصفعني بكف حاد على وجهي وألقى بي إلى الأرض ثم مضى، يهدد ويتوعد، فبعثت إليه بدورية أمنية فجيء به في إحدى مراكز الهيئات، وجاءت أمه المكلومة، فأوقفت الابن شخصيا، وسألته هل ضربت أمك كفا على وجهها؟
فسكت، فأعدت عليه السؤال وأنا والله أمسك بيده وأرفعها ولا أصدق، فقد كان في السابعة عشرة من عمره، هل فعلت ذلك؟
فطأطأ رأسه معترفا بضربه لأمه كفا على وجهها، فغضبت وهممت بعقابه ومحاسبته بحسب الأنظمة الشرعية، وإذا بقلب الأم يتحرك فتشفع وتدفع وتدمع وتسأل العفو عنه.
حينها قلت والله .. هذا الزمان
هذا الزمان الذي كنا نحاذره في قول كعب وفي قول ابن مسعود
دهر به الحق مردود بأجمعه والظلم والبغي فيه غير مردود
إن دام هذا ولم يحدث له غِيَرٌ لم يُبكْ ميتٌ ولم يُفْرحْ بمولود
جاء في بعض الآثار أن المؤمن يود في آخر الزمان أن يربي كلبا ولا يربي ولدا.
يا أيها الجيل... إن العقوق خطير وشر مستطير.
يا أيها الجيل... إن العقوق كبيرة من الكبائر بل من أكبر الكبائر.
في الصحيحين من حديث بكرة بن الحارث رضي الله عنهما قال: قال r: (ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ثلاثا قلنا بلى يا رسول الله، قال: الإشراك بالله وعقوق الوالدين).
يا أيها الجيل إن بر الوالدين من أحب الأعمال إلى الله
يقول ابن مسعود :t سألت رسول الله r أي العمل أحب إلى الله؟ قال: (الصلاة على وقتها، قلت ثم أي قال بر الوالدين).
يا أيها الجيل إياكم والعقوق، إياكم ورفع الصوت، إياكم والتأفف، إياكم والضجر والنهر فدوام الحال من المحال وكما تدين تدان.
أيها الجيل... يقول أحد الدعاة: زرت إحدى المستشفيات فرأيت شابا في السابعة والعشرين من عمره لا يستطيع الجلوس أبدا فهو ملقى على ظهره أو على بطنه فسألته عن حالته فحدث قائلا: قالت لي أمي يوما أريدك أن تذهب بي إلى أناس من الأقرباء فضجرت عليها وتأففت منها ورفعت الصوت عليها، فقالت يا ولدي هؤلاء لهم حق وسأزورهم وأعود بإذن الله فقلت لها سأذهب بك ولو تأخرت عن نصف ساعة فسأذهب، فذهبت بها وبعد نصف ساعة بالتمام لم تخرج فذهبت وتركتها ورجعت مسرعا فكان الموعد مع هذا الحادث المروري الذي أصبحت بعده في هذه الحال فقد كسرت الفقرة الخامسة والسادسة والسابعة.
رب ارحمهما كما ربياني صغيرا

(الثانية)
يقول طلحة بن معاوية السلمي t: أتيت رسول الله r فقلت: يا رسول الله إني أريد الجهاد في سبيل الله قال: (أمك حية؟) قلت: نعم. قال النبي :r (الزم رجلها، فثمّ الجنة) رواه الطبراني وصححه الألباني.
ويجلس النبي r يوما فيحدث أصحابه عن تابعي لم يره النبي r فيحدثهم عن فضله ومنزلته تابعي أبى الله إلا أن يرفع ذكره ويخلد اسمه، تابعي أحبه الله وأحبه رسول الله r وأحبه المسلمون.
أتدري لماذا أحبه النبي r؟ استمع إلى عمر بن الخطاب t وهو يقول: (بينما نحن جلوس عند رسول الله r إذ به يقول: يأتي عليكم أويس بن عامر القرني كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم وكان بارا بأمه فذكر r بره بأمه مع جلالة قدر أويس وكثرة تألهه وتعبده، ولكنه أثنى عليه بسر تفضيله فقد كان بارا بأمه ثم قال: لو أقسم على الله لأبره ثم قال r يا عمر بن الخطاب فإن استطعت أن يستغفر لك أويس فافعل) رواه مسلم.
فإلى من أدرك والديه أحدهما أو كلاهما، إلى من يتنعَّم بنداء أمه وأبيه.. اغتنم حياتهما قبل موتهما... اغتنم دعاءهما قبل فقدهما..
إلى من فقد أبويه عليك بالدعاء لهما، والصدقة عنهما، والاستغفار لهما، وصل ودهما فإن من أبر البر صلة الولد أهل ود أبيه.
وجاء رجل إلى النبي r فقال يا رسول الله هل بقي عليّ من بر أبويّ شيء أبرهما به بعد وفاتهما؟ فقال r: (الصلاة عليهما أي: الدعاء لهما، وإنفاذ عهدهما من بعدهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما، وإكرام صديقهما من بعدهما) رواه أصحاب السنن.
(فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم تعملون)
والله عز وجل يعجل هلاك العبد إذا كان عاقا ليعجّل له العذاب، وإن الله ليزيد في عمر العبد إذا كان بارّا ليزيده برا وخيرا.
رب اغفر لوالدي وارحمهما كما ربياني صغيرا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ربِّ ارحمهما.
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الساحة الإسلامية :: الأقسام الشرعية :: ••زاد الخطيب ..«-
انتقل الى: