هل تكلمت بعلم أم بهوى

ألسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

( أرأيتَ من اتخذ إلههُ هواه ، أفأنتَ تكون عليهِ وكيلا أم تحسبُ
أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون ، إن هم إلاّ كالأنعام بل هم أضلُ
سبيلا )

كثير من الناس يتخذ هواه مشرعا له ، ومنهم من يدعون الإسلام

والإيمان ، ولكن حين الإختبار وحين يأمر الله ورسوله بأمر يتعارض

مع الهوى والرغبة والطبع والتعود ، تراهم وقد اعترضوا واستغربوا

من دون علم ومن دون فقه ومن دون أن يتريثوا ليعلموا صدق ماجاء

به الخبر وكيفيته ذلك أنهم لا يتمنون أن يقعوا في الفتنة ، وكأن لسان

حالهم يقول ، ليت الأمر لايكون صحيحا لأننا لن نستطيع الإلتزام وسنكون

ممن يقولون ( سمعنا وعصينا ) . وليس ممن وصف الله تعالى قولهم

( سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير ) .

هل تعلم أخي المسلم أختي المسلمة أن دليل صدقك مع الله وإيمانك

ودليل محبتك لله ولرسوله هو في اتباعك لما جاء به محمد صلى الله عليه

وسلم وإن كان ماجاء به يتعارض مع هواك ومع فكرك الذي اكتسبته إرثا

بيئيا أو اجتماعيا .

والإحتجاج بعدم سماعك من قبل بأمر ما لايعني أن الأمر غير صحيح فلا

يمكن أن تكون قد سمعت بكل شيء وإلا فأنت عالم لا تحتاج لفتوى من هذا

وذاك بل أنت المفتي .

أما العلماء فمن واجبهم أن يحذروا الأمة حين يرون أن الخطر بات قريبا ، ويستنبطون

من الكتاب والسنة ما يمكن أن يبعده عن المسلمين ، خصوصا مع مانسمع هذه

الأيام وما نرى من فتن كقطع الليل المظلم تجعل اللبيب حيران ، مما يستدعي التشدد

في المقابل حذرا من الوقوع فيها ، وبدل أن نشكر ونبارك لرجل خشي علينا الفتنة

نأخذ باللوم عليه والتهمة فيه والمجادلة بغير علم ، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله

كلمة أخيرة أرجو الله أن يكون فيها الصواب :

إن العلماء هم ورثة الأنبياء ولا ينبغي الإستهزاء بهم ولا ينبغي تجاهل أقوالهم

أو الإعتراض عليهم بغير علم ، لمجرد أن الأمر فيه تعارض مع هواك ، واسأل

نفسك لو أن هذا العالم أفتى بما يهواه قلبك ، هل كنت ستعترض ؟؟

فكان على الأقل أن تصمت ، قبل أن يسجل كلامك عليك وتلقاه يوم تعرض

السجلات على من لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السموات

فيسألك : هل تحدثت بعلم أم بهوى ؟؟؟

الحمد لله