حديث جدير بالتأمل والتطبيق

السلام عليكم ورحمة الله
عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال : ( إن رجلا كان فيمن كان قبلكم
أتاه الملك ليقبض روحه ، فقيل له : هل عملت من خير ؟ ،
قال : ما أعلم ، قيل له : انظر ، فقال : ما أعلم شيئا ، غير أني كنت أبايع الناس في الدنيا وأجازيهم ، فأنظر الموسر ، وأتجاوز عن المعسر ، فأدخله الله الجنة ) رواه البخاري .

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :
( كان تاجر يداين الناس ، فإذا رأى معسرا قال لفتيانه : تجاوزوا عنه ،
لعل الله أن يتجاوز عنا ، فتجاوز الله عنه ) رواه البخاري .

حديث عظيم وله دلائل عظيمة وللعامل به أجور كبيرة

قلوبٌ نديّةٌ ، وأنفسٌ سخيّةٌ ، سخّرها الله تعالى لتكون عوناً للفقراء ،
وتزول على يدها ملامح البؤس والشقاء ، فكان أصحابها كالنهر المتدفّق عطاءً ،
يواسون الضعيف ، ويهرعون لنجدته ، ويتجاوزون عن المعسر ،
ويعينونه على دفع كربته ، أولئك هم خيرة الخلق للخلق ، وأحبّ الناس إلى الخالق :

وأسعد الناس بين الورى رجل 00000000 تقضى على يده للناس حاجات
قد مات قوم وما ماتت مكارمهم 00000000 وعاش قوم وهم بين الناس أموات

وقفات مع القصّة

دلت القصة التي في سياق الحديث على:

الإشارة إلى السنّة الكونيّة التي لا تتغيّر ولا تتبدّل ،
وهي أن الجزاء من جنس العمل ، فرأينا أن الله سبحانه وتعالى
قد تجاوز عن ذلك التاجر لتجاوزه عن الناس ، وهكذا يجد كل عامل جزاء عمله ،
فإن عمل خيراً وجد مثله ، وإن عمل شرّاً وجد عاقبة فعله ،
ومن زرع الشوك لن يجتني العنب .

ايضا : فيها دلالة على حث الناس على السماحة في معاملاتهم

كما قال النبي – صلى الله عليه وسلم - : ( رحم الله عبدا سمحاً إذا باع ، سمحاً إذا اشترى ، سمحاً إذا قضى ، سمحا إذا اقتضى ) رواه البخاري

نفعنا الله واياكم بهدي نبيه - امين

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا وحبيبنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين

م ن ق و ل

» حديث نبوي.....
» حديث الدموع
» أثر وقع حديث "حادثة الإفك" على محدّث!
» حديث (استفت قلبك ولو أفتاك الناس)
» شرح حديث : ( ثلاثة يحبهم الله ويضحك إليهم ويستبشر بهم )