غزوة بدر الكبرى

حدثت معركة بدر في اليوم السابع عشر من رمضان للسنة الثانية من الهجرة.

وسببها أن النبي صلى الله عليه وسلم علم أن قافلة محملة بالبضائع تتجه من الشام إلى مكة بقيادة أبي سفيان، فأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يتعرض للقافلة ليسترد أموال المسلمين المهاجرين التي صادرها المشركون.
وعلم أبو سفيان بعزم النبي فأرسل إلى قريش يستنفرها لحماية القافلة، فخرجت قريش في ألف مقاتل، ومائة فرس، وسبعمائة بعير لحرب النبي وأصحابه.
أما المسلمون، فكانت عددهم ثلاثمئة وأربعة عشر رجلاً، أكثرهم من الأنصار، وكان معهم سبعون بعيراً، وفَرسَان.

وقبل أن يخوض النبي المعركة استشار أصحابه، فأشار عليه المهاجرون بخوضها، ثم علم الأنصار أنه يريدهم أن يتكلموا.
فوقف سعد بن معاذ وهو سيد الأنصار فقال: يارسول الله قد آمنا بك، وصدَّقناك، وشهدنا أن ما جئت به هو الحق، و أعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع و الطاعة، فامض يارسول الله لما أردت، فنحن معك، فو الذي بعثك بالحق، لو استعرضت بنا هذا البحر لخضناه معك، ما تخلف منا رجل واحد، ما نكره أن تلقى بنا عدونا غداً، وإنا لصبر عند الحرب، صُدُق عند اللقاء، لعل الله يريك منا ما تقر به عينك، فسِر بنا على بركة الله.

فَسُرَّ الرسول صلى الله عليه وسلم لذلك ، وقال : (( سيروا على بركة الله، وأبشروا فإن الله وعدني إحدى الطائفتين: إما العير، وإما النقير )) (أي النصر أو الشهادة).
ثم سار الرسول صلى الله عليه وسلم حتى وصل أدنى ماء بدر وهو موضع يبعد عن المدينة نحو مئة كم فنزل به، فقال الحباب بن منذر : يارسول الله!
أهذا منزل أنزلكه الله تعالى لا تتقدمه و لا تتأخر عنه، أم هي الرأي والحرب والمكيدة؟
فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : (( بل هي الرأي والحرب والمكيدة )).
فأشار عليه الحباب أن يسير إلى مكان آخر هو أصلح ، ومكّن المسلمين من قطع ماء بدر عن المشركين .

فسار الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه حتى وصلوا إلى المكان الذي أشار به الحباب، فأقاموا فيه.
ولما التقى الجمعان أخذ الرسول صلى الله عليه وسلم يسوّي صفوف المسلمين، ويحرّضهم على القتال، ويرغبهم في الشهادة، ثم حمي القتال، وانتهت المعركة بانتصار المسلمين، وقد قتل من المشركين حوالي سبعين، وأسر منهم حوالي سبعين.
وعاد النبي إلى المدينة، ثم استشار أصحابه في أمر الأسرى، فأشار عليه عمر بقتلهم، وأشار عليه أبو بكر بعتقهم تألفاً لقلوبهم، وأشار سعد بن معاذ بأخذ الفدية منهم ليستعين بها المسلمون، فقبل الرسول صلى الله عليه وسلم مشورة سعد، وافتدى المشركون أسراهم.

العبر والفوائد:
لمعركة بدر الكثير من العبر والفوائد نذكر منها:

- لابد للمسلم من اتخاذ الأسباب التي تحقق النصر ولذلك أخذ النبي بمشورة الحباب، ونزل بالجيش قريباً من الماء.
- الإيمان الحقيقي هو أهم أسباب النصر ولولا ذلك لما استطاع النبي والمسلمون أن يحققوا النصر على أعدئهم رغم قلة عددهم وعدتهم.
- الإسلام دين العلم ولذلك جعل النبي صلى الله عليه وسلم فداء من لا يملك المال من المشركين تعليم أطفال المسلمين القراءة والكتابة.

المصدر:موقع سبيس تون (بتصرف)
و شكرا لكم