الى كل من يشتكي من سوء حاله

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الى كل من يشتكي من سوء حاله ..
الى كل من يشتكي ضيقة صدره ..
الى كل من يشكي حاله الى الناس ..

أوصيك بعدة وصايا ....

أولها :

.. تقوى الله ..

فتقوى الله هي مفتاح كل خير ومغلاق كل شر

ما من عبد يتقي الله إلا سهل الله له امره

ونفس له كربه و محنته

يقول الله جلَّ وعلى :

( وَمَنْ يَتَّقِ الله يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجَا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبْ )

كما يقول تعالى :
( وَمَنْ يَتَّقِ الله يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِّ يُسْرَا )

ولقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة ؟ فقال :
( تقوى الله وحسن الخلق )
وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار ، قال :
( الفم والفرج )
صحيح الترمذي

ثانياً :

.. لزوم الأستغفار ..

يقول الله تعالى :
( وَمَا كَانَ الله مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُون )

ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم :
( من أكثر من الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب )
رواه الامام احمد في مسنده

وقد حدثت قصة للإلامام احمد بن حنبل :
عندما كان مسافرا فادركه الليل فاراد ان يقضي ليلته في المسجد فمنعه حارسالمسجد من المبيت في المسجد وحاول معه الامام احمد ولكن لا جدوى ..
فقال له الامام سانام موضع قدمي وبالفعل نام الامام احمد مكان موضع قدميه
فقام الحارس بجره لابعاده من المسجد ..
فراة خباز .. فلما راة يجره عرض عليه المبيت وذهب الامام احمد مع الخباز فاكرمه ونعمه وذهب الخباز لتحضير عجينته لعمل الخبز ..
وكان يستغفر طوال الليل فتعجب الامام احمد فلما اصبح سأل الخباز عن استغفاره في الليل :

فاجاب انه طوال تحضير عجينته وهو يستغفر ..
فسأله الامام احمد وهل وجدت لاستغفارك ثمره
(والامام احمد سئل الخباز هذا السؤال وهو يعلم ثمرات الاستغفار ويعلم فضل الاستغفار وفوائده )

فقال الخباز نعم والله ما دعوت دعوه الا اجيبت إلا دعوه واحده
فقال الامام احمد وما هي ؟

فقال الخباز رؤية الامام احمد بن حنبل !!

فقال الامام احمد بن حنبل
ها انا الامام احمد بن حنبل والله اني جررت اليك جرا

ثالثاً :

.. الدعــــاء ..

ارفع اكف الضراعة وتذلل إلى ملك الملوك ..

وتوسل إليه بأعمالك الصالحة ..

وتحرَّ أوقات الإجابة ..

وادعه بكل صدق وخلو قلب ..

واعزم في دعائك فإن الرسول عليه الصلاة والسلام قال :
( إذا دعا أحدكم فليعزم في الدعاء ولا يقل : اللهم إن شئت فأعطني فإن الله لا مستكره له )

فإن الله عز وجل يعد من دعاه يقول في كتابه الكريم :
( وَقَالَ رَبُّكُمْ أُدْعُونِي أَسْتَجِبْ لِكُمْ )

( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الداعِ إِذَا دَعَانِ )

يقول عليه الصلاة والسلام :
( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد .. فأكثروا الدعاء )
صحيح مسلم

فليكن املنا بالله اكبر ..

ورجاؤنا فيه أعظم ..

رابعاً وأخيراً :

..ذكر الله على كل حال..

فلا تكن ممن يدعوا ربه في وقت الضراء

ثم اذا اصابته السراء نسي ما كان يدعوا من قبل ..

يقول جل وعلا :

( وإذا مس الإنسان ضر دعا ربه منيباً إليه ثم إذا خوله نعمةً منه نسي ما كان يدعوا إليه من قبل ... الآيه )

فتقرب إليه في الرخاء كما تتقرب إليه وتدعوه في الشده

يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:
( إحفظ الله يحفظك , إحفظ الله تجده أمامك , تعرف إليه في الرخا يعرفك في الشدة ).
رواه الإمام أحمد في مسنده

فإلى كل من يجد في نفسه :
شده .. كرب .. .. هم وغم .. ابتلاء ..

دعك قريباً من الله في كل أحوالك

يسعدك في دنياك وأخراك
وتعش في راحة وطمأنينة دائمة

.. أسأل الله ان يرزقنا القرب منه والراحة والأنس بطاعته ..

مما راق لي