أعلن المنتدى العربي للبيئة والتنمية (أفد) عن اختيار مجلس أمنائه بيروت لانعقاد مؤتمره السنوي حول موضوع "أثر تغير المناخ على المنطقة العربية". برعاية رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان.
| <table valign="top" class="pictable" align="left" bgcolor="#fff5e6" border="0" cellpadding="0" cellspacing="0" height="100%" width="100%"> <tr> <td class="piccell" align="center" valign="middle"> </td> </tr> </table> |
وجاء في مؤتمر صحافي عقده المنتدى في نقابة الصحافة اللبنانية ، بحضور النقيب محمد البعلبكي. أن اللقاء السنوي للمنتدى، المزمع عقده بين 19 ـ 20 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل2009 في مركز المؤتمرات لفندق حبتور جراند، سيشكل "الحدث البيئي الأبرز في المنطقة العربية، إذ يشارك فيه أكثر من 500 من كبار المسؤولين والعاملين في مجالات البيئة والتنمية، بينهم أكثر من 30 وزير طاقة وبيئة ورؤساء منظمات عربية ودولية".
و رحب وزير البيئة الدكتور طوني كرم بانعقاد المؤتمر السنوي للمنتدى العربي للبيئة والتنمية في بيروت، لأهميته الخاصة استعداداً للمؤتمر الدولي في كوبنهاغن حول تغيّر المناخ الذي يعقد نهاية السنة.
وشكر هيئة البيئة في أبو ظبي على دعمها لانعقاد المؤتمر في العاصمة اللبنانية ورعايتها لأعماله، منوهاً بالدور الكبير الذي تلعبه الإمارات العربية المتحدة على الساحة الدولية في مجال الحد من آثار تغيّر المناخ، إن على مستوى شركة أبو ظبي لطاقة المستقبل ـ مصدر، أو من خلال اختيار أبو ظبي كمركز للوكالة الدولية للطاقة المتجددة. كما أثنى كرم على دور المنتدى في إقامة حوار جدي بين جميع الهيئات المعنية بالبيئة على المستويات الشعبية والعلمية والرسمية، وإغناء العمل البيئي بالتقارير العلمية الدورية.
وأكد الوزير على دعم الوزارة للمؤتمر بكل الإمكانات المتاحة، والاهتمام الذي توليه الدولة اللبنانية لانعقاده، والذي يتجلى في الرعاية الرفيعة المستوى من فخامة رئيس الجمهورية.
صعب: موقف عربي موحد في كوبنهاغن
وأفاد أمين عام المنتدى نجيب صعب أن المؤتمر سيناقش التقرير الذي يعده المنتدى بعنوان "أثر تغير المناخ على الدول العربية"، ويعمل عليه بعض أبرز الخبراء العرب، في إشراف الدكتور محمد العشري، الرئيس المشارك للجنة الدولية حول المناخ والتنمية والرئيس السابق لمرفق البيئة العالمي، والدكتور مصطفى كمال طلبه، المدير التنفيذي السابق لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، وهو الذي أطلق في التسعينات الهيئة الحكومية المشتركة حول تغير المناخ، والدكتور محمد الراعي، أحد أبرز خبراء التغير المناخي العرب.
وكشف صعب أن من أبرز محتويات التقرير صوراً فضائية تم تطويرها خصيصاً في مركز علوم الفضاء في جامعة بوسطن، بإشراف مدير المركز الدكتور فاروق الباز، تظهر للمرة الأولى التغيّرات في شواطئ المنطقة وغطائها النباتي وتمددها العمراني. كما تعمل الباحثة في المركز الدكتورة إيمان غنيم على تطوير سيناريوهات من صور فضائية فائقة الدقة، تظهر أثر ارتفاع البحار بين متر واحد وخمسة أمتار على الشواطئ العربية، إلى جانب دراسات فضائية محددة لبيروت ودلتا النيل وساحل الإمارات الغربي.
ويعرض التقرير في دراسات مفصلة لآثار تغير المناخ على الزراعة والغذاء والمياه والتنوع الحيوي والبنى التحتية والعمران والسياحة. كما يحتوي على فصل عن أثر تغير المناخ على الصحة في العالم العربي، تم إعداده بالتعاون مع كلية العلوم الصحية في الجامعة الأمريكية في بيروت، بإشراف عميدها الدكتور إيمان نويهض، وهو الدراسة الأولى في هذا المجال.
ووصف صعب التقرير بأنه "أول دراسة شاملة ومستقلة عن أثر تغير المناخ على البلدان العربية، مبنية على الدلائل العلمية ونتائج أحدث الأبحاث، التي أجري كثير منها خصيصاً للتقرير. فللمرة الأولى يتم استخدام الصور الفضائية لدراسة آثار تغير المناخ على المنطقة، وبعض المواضيع مثل الأثر على الصحة لم يطرح من قبل في أي من دول المنطقة، مع العلم أن ارتفاع الحرارة والجفاف وندرة المياه العذبة كلها عوامل ستؤدي إلى انتشار أمراض جديدة".
وأوضح أنه "تم تصميم التقرير بهدف رفع مستوى الوعي لدى الجمهور والحكومات وقطاع الأعمال حول أثر تغير المناخ، والتشجيع على مبادرات عملية وسياسات فاعلة لمواجهة التحدي".
ويكتسب المؤتمر أهمية خاصة في أنه يعقد قبل أسابيع قليلة من المؤتمر الدولي حول تغير المناخ، الذي يلتئم في كوبنهاغن في كانون الأول 2009، بهدف التفاوض على اتفاق دولي جديد لخفض الانبعاثات يعقب بروتوكول كيوتو، الذي تنتهي مفاعيله سنة 2012. وقال صعب أنه يأمل أن يساهم مؤتمر بيروت "في تطوير مواقف تساعد في تكوين جبهة عربية موحدة في مؤتمر كوبنهاغن، بناء على معطيات علمية".
وإلى جانب عرض نتائج التقرير ومناقشتها، تعقد في المؤتمر جلسات عمل يتحدث فيها بعض أبرز المسؤولين والخبراء، بينهم رئيسة اللجنة الدولية للمناخ والتنمية وزيرة التعاون الدولي الأسوجية غونيلا كارلسون، ورئيس الاتحاد الدولي لصون الطبيعة آشوك كوسلا، ورئيس شبكة المناخ الآسيوية عتيق رحمن، والمدير التنفيذي لمرصد الساحل والصحراء يوبا سوكونا. كما يشارك عدد كبير من وزراء البيئة والطاقة والمياه العرب ورؤساء المنظمات، بينهم الوزير الأردني خالد الإيراني والوزيرة العراقية نرمين عثمان والوزير اليمني عبد الرحمن الأرياني، وأمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية عبد الرحمن العطلية ومدير عام صندوق أوبك للتنمية الدولية سليمان الحربش.
وتخصص جلسة عامة في المؤتمر، إلى جانب ثلاثة اجتماعات جانبية، لمناقشة مبادرة "الاقتصاد العربي الأخضر" التي أطلقها المنتدى، ودورها في مجابهة تغيّر المناخ. تنسق هذه الجلسات شعبة الاقتصاد والتجارة في برنامج الأمم المتحدة للبيئة، ويشارك فيها مجموعة من رؤساء الشركات العربية، الذين يقدمون عروضاً لتجاربهم في مجال الالتزام بالمعايير البيئية وتعديل أنماط الإنتاج. ويقدم الموضوع كمتحدث رئيسي المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة آخيم شتاينر. كما يقدم الخبير الاقتصادي الدكتور مروان اسكندر دراسة عن أثر تغير المناخ على الاقتصادات العربية.
ويذكر أن المنتدى، الذي تأسس في سنة 2006، اتخذ من بيروت مقراً لأمانته العامة، ومنحته الحكومة اللبنانية حصانات وامتيازات المنظمات الدولية. غير أن أوضاع بيروت خلال السنتين الماضيتين فرضت عقد اجتماعاته الإقليمية خارج لبنان.
ففي نوفمبر/ تشرين الثاني 2007 عقد "قمة رجال الأعمال العرب حول المسؤولية البيئية" بالاشتراك مع هيئة البيئة في أبو ظبي، التي تعهد خلالها رؤساء 120 شركة عربية كبرى تخفيض استهلاك الطاقة والمياه في عملياتهم بمعدل 20 في المائة مع حلول سنة 2012، واتفقوا على إصدار تقارير دورية عن الأثر البيئي لنشاطاتهم. وفي تشرين الأول 2008، عقد المنتدى مؤتمره السنوي في المنامة، بمشاركة أكثر من 400 مندوب، بينهم 15 وزيراً ورؤساء شركات وأكاديميون وناشطون بيئيون، إلى أعضاء المنتدى من جميع أنحاء العالم العربي. ناقش مؤتمر المنامة التقرير الذي أعده المنتدى عن وضع البيئة العربية بعنوان "البيئة العربية: تحديات المستقبل". وصدر التقرير في كتاب من طبعتين بالعربية والإنجليزية، وتمت ترجمته لاحقاً إلى اليابانية والأسبانية. كما تم اعتماد توصياته في الإعلان الصادر عن القمة العربية الاقتصادية التي عقدت في الكويت في كانون الثاني الماضي كما تم اختيار بيروت بناء على اقتراح هيئة البيئة في أبو ظبي، كعضو في المنتدى، وراعية رسمية للمؤتمر.
ويحظى المؤتمر بدعم تقني من برنامج الأمم المتحدة للبيئة وصندوق أوبك للتنمية الدولية، ورعاية من بتروفاك والخرافي الوطنية و"آمسي" للحلول التربوية والتركي للبيئة وآفيردا لإدارة النفايات وأرامكس وقطر للبترول و"ويبر شاندويك" للعلاقات العامة، إلى جانب مجموعة كبيرة من وسائل الإعلام العربية.
ويشار إلى أن المؤتمر سيسبقه الاجتماع السنوي لمجلس أمناء المنتدى، الذي يعقد في 18 تشرين الثاني، لبحث تقارير العمل وبرنامج 2010. وينتمي أعضاء المجلس إلى 14 بلداً عربياً.