قال باحثون أن حمماً بركانية شقت طريقها إلى تحت سطح الارض مباشرة في منطقة نائية شمال غربي المملكة العربية السعودية لتسبب موجة من الزلازل الصغيرة والمتوسطة وتهدد بتكون بركان جديد.
| <table valign="top" class="pictable" align="left" bgcolor="#fff5e6" border="0" cellpadding="0" cellspacing="0" height="100%" width="100%"> <tr> <td class="piccell" align="center" valign="middle"> </td> </tr> <tr> <td class="comment" align="center" bgcolor="#fff5e6" valign="middle"> يرى علماء في الجيوفيزياء أن البراكين يمكن أن تثور في شمال غرب السعودية </td> </tr> </table> |
وذكر فريق يتكون من باحثين أميركيين وسعوديين أن نحو 30 الف زلزال هزت منطقة حرة لونير من مايو/ ايار الى يونيو/ حزيران العام الماضي وتسببت في صدع طوله ثمانية كيلومترات.
وقامت الحكومة السعودية باجلاء 40 الفا من السكان في ذلك الوقت ولكن سمحت لهم بالعودة الى ديارهم بعد ذلك. لكن الفريق المشترك من هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية وباحثون من جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية في السعودية أن حقول الحمم البركانية القديمة تصبح أكثر نشاطاً.
وفيما قال الباحثون إن احتمال حدوث زلزال كبير أو بركان ما زال متدنياً في المنطقة فقد كتب جون باليستر من هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية مع زملاءه من جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية أن "هذا الاكتشاف يشير إلى أن المنطقة معرضة لأخطار جيولوجية كبيرة".
وأوضح الباحثون أن البيانات التي تم تسجيلها من تلك الزلازل يمكن أن تساعد في توقع توقيت عودة النشاط البركاني.
فالق البحر الأحمر"
واعتقد العلماء لوقت طويل أن شمال غربي السعودية هادئ جيولوجيا نسبة لأن النشاط البركاني والزلزالي كان محدودا خلال الألف عام الماضية.
وقال الدكتور نجيب أبو كركي استاذ الجيوفيزياء وعلم الزلازل في الجامعة الأردنية، في تصريح لـ بي بي سي أرابك دوت كوم، إن البراكين يمكن أن تثور في أي لحظة في تلك المناطق.
لكنه استبعد أن تكون "ثورات كارثية لأن البراكين الكارثية لها مواصفات معينة تسبق اندلاع البركان حيث ترتبط بالأدخنة والغازات المنبعثة منها وهذا لا ينطبق على الحالة السعودية حالياً".
يذكر أن هناك من يفسر تكرار الزلازل في السعودية ببسبب موقعها الجيولوجي في ما يعرف بـ "فالق البحر الأحمر".
"زلازل مستحثة"
وقد تسبب زلزال في العام 1995 في دمار كبير في مدينة تبوك والمدن المجاورة لها، وكذلك تعرضت محافظة حقل ومركز البدع شمال منطقة تبوك الواقعة شمال غربي السعودية في الخامس من أكتوبر/ تشرين الأول عام 1999 لثلاث هزات أرضية، كانت اقواها بقوة 5 درجات على مقياس ريختر.
وبالمقابل هناك باحثون يحذرون أيضاً من ما يوصفونه باستمرار الشركات النفطية في عمليات الحقن التي تتم بعد عمليات استخراج النفط من باطن الأرض، مشيرين إلى أن من شأن هذه العمليات أن تسبب هزات أرضية حول المنطقة، وهي بدورها تؤثر في الأراضي السكنية الواقعة على بعد 100 كلم.
ويقول أبو كركي أن حقن السوائل قد تتسبب في ما يعرف بـ "زلازل مستحثة"، ولكن "يتوجب التدقيق في ما إذا كانت تلك المناطق معرضة للحقن أم لا".
ويرى أبو كركي أن الحديث عن السعودية "مرده أن السعوديين تفاجئوا العام الماضي بحدوث الزلازل لديهم، بينما مناطق أخرى كإندونيسيا وإيطاليا على سبيل المثال هي أكثر عرضة للحمم البركانية، ولا تلقى تلك التغطية الإعلامية".