هل إذا قرأت القران بنية الشفاء أكون صرفت بذلك العمل لغير الله؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


هل ياشيخ إذا قرأت القرآن أي سورة منه , أو الأذكار من أذكار الصباح والمساء أو التسابيح و و و .... بنية الشفاء أكون بذلك قد صرفت العمل لغير الله ؟

كيف السبيل إلى الشفاء بهذه الأسباب ؟ كيف تكون النية فيها ؟

أرجوا أن لاتعتبر استفساري متعدد فيحذف شيئاً منه بل محوره واحد حول إخلاص النية لله كيف تجتمع مع نية الشفاء ؟؟

وجزاكم الله خير


الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .

قراءة القرآن بِنيّة الشفاء مشروعة ، لقوله تعالى : (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) .
ولقوله عليه الصلاة والسلام : اقرءوا سورة البقرة فإن أخذها بَركة ، وتركها حَسْرة ، ولا تستطيعها البَطَلة . قال معاوية بن سلاّم : بلغني أن البَطَلَة السَّحَرة . رواه مسلم .
وقراءة سورة البقرة في البيوت تَطرِد الشياطين
ولقوله صلى الله عليه وسلم : إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة . رواه مسلم .
وفي رواية له : لا تجعلوا بيوتكم مقابر ، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة .
ولإقرار النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه على الرقية بالفاتحة ، كما في الصحيحين .

ولا يكون ذلك مِن صَرْف العبادة لِغير الله ؛ لأن هذا مِن الاستشفاء بالقرآن الذي أذِن به الله عزّ وَجَلّ ورسوله صلى الله عليه وسلم .

ولأن الذي يرقي نفسه بالقرآن والأدعية إنما يَقرأ كلام الله عزّ وَجَلّ وهو يرجو بركة كلام رب العالمين ، ويرقي نفسه بالأدعية الواردة ، وهو يتعبّد لله عزّ وَجَلّ بالدعاء ، وطلَب الشفاء مِن الله ؛ لأنه لا شافِي إلاّ الله .