ما يقال ويفعل لحل عقد الشيطان
· عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم (3) - إذا هو نام- ثلاث عقد، يضرب على كل عقدة مكانها: عليك ليل طويل (4) فارقد. فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة، فإن توضأ انحلت عقدة، فإن صلى انحلت عقده كلها فأصبح نشيطًا طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان" .
صحيح (خ،م)
______________________________
(3) استثنى بعض العلماء من ذلك من قرأ آية الكرسي عند نومه، وذلك لما ورد في شأن من قرأها إذا أوى إلى فراشه: "لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح" وسيأتي إن شاء الله.
واستثنى آخرون كذلك: من صلى العشاء في جماعة، وذلك لما أخرجه مسلم في صحيحه من حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه: "من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل، ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله".
(4) تحريض على النوم: بمعنى: نم فإن الليل ما زال طويلاً، فعلى ذلك فينبغي أن يستحضر الشخص رواية عائشة في الصحيحين( واللفظ لمسلم) في وصف صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الليل, فإذا كان عند النداء الأول( قالت) وثب( ولا والله ما قالت: قام) فأفاض عليه الماء .. الحديث.
الاستنثار عند الاستيقاظ
· عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا استيقظ أحدكم من منامه فليستنثر ثلاث مرات؛ فإن الشيطان يبيت على خياشيمه " (6) .
صحيح (خ،م)
______________________________
(5) الاستنثار هو: إدخال الماء في الأنف ثم نثره.
(6) الخيشوم هو أعلا الأنف.
قيام شيء من الليل
· عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: ذكر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل نام ليلة حتى أصبح (7) قال: "ذاك رجل بال الشيطان في أذنيه ( أو قال: "في أذنه" . صحيح(خ،م)
______________________________
(7) ذكر بعض العلماء أن معناها: أنه نام عن صلاة الليل، وبوب لها النووي بقوله: باب ما روي فيمن نام الليل أجمع حتى أصبح. وذكر آخرون: أنه نام عن المكتوبة.
( ذكر بعض أهل العلم: أن بول الشيطان بول حقيقي فكما أن الشيطان يأكل ويشرب ويجامع فكذلك هو يبول، وقال آخرون: بل المراد بذلك أن الشيطان استخف به وجعله كالكنيف موطنًا للبول، وقيل: إن الشيطان ملأ سمعه بالأباطيل فحجب سمعه عن الذكر، وقيل: غير ذلك والله أعلم.
حرز عند دخول الخلاء
· عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء (9) قال: "اللهم! إني أعوذ بك من الخبث (10) والخبائث (11) " .
صحيح (خ,م)
______________________________
(9) الخلاء: الخلاء والكنيف والمرحاض، كلها موضع قضاء الحاجة.
(10) الخبث والخبائث: الخبث: بضم الباء وإسكانها، وهما وجهان مشهوران في رواية هذا الحديث، قال الخطابي: الخبث جماعة الخبيث، والخبائث جمع الخبيثة، قال: يريد ذكران الشياطين وإناثهم.
(11) وفي رواية: "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يدخل الخلاء قال...".
* تنبيهان: الأول: إذا كان الشخص يقضي حاجته في أماكن لم تعد لذلك كالفضاء مثلاً فمتى يقول هذا الدعاء؟ ذهب جمهور العلماء إلى أنه يقوله عند تشمير الثياب.
الثاني: من نسى هذا الذكر حتى دخل الخلاء فمتى يقوله؟ الذي يظهر -والله أعلم- أنه يقوله أيضًا- إذا كان نسيه- إذا دخل ما لم يجلس لقضاء حاجته، فإذا جلس لقضاء حاجته فيستعيذ بقلبه لا بلسانه، ففي صحيح مسلم أن رجلاً مر ورسول الله صلى الله عليه وسلم يبول فسلم فلم يرد عليه.
وهذا من باب الكراهية, وليس من باب التحريم لحديث عائشة قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه".
الأذان يطرد الشيطان
· عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا نودي للصلاة أدبر الشيطان وله ضراط (12) حتى لا يسمع التأذين، فإذا قضى النداء أقبل، حتى إذا ثوب بالصلاة أدبر، حتى إذا قضى التثويب أقبل حتى يخطر بين المرء ونفسه يقول: اذكر كذا، اذكر كذا- لما لم يكن يذكر- حتى يظل الرجل لا يدري كم صلي" (13) .
صحيح (خ,م)
· عن جابر رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الشيطان إذا سمع النداء بالصلاة، ذهب حتى يكون مكان الروحاء" (14) .
وإذا لم يكن الوقت وقت أذان، وأذن الشخص هل ينصرف الشيطان كذلك؟
قال بذلك بعض أهل العلم.
· ففي صحيح مسلم عن سهيل (15) :
قال: أرسلني أبي إلى بني حارثة. قال: ومعي غلام لنا ( أو صاحب لنا) فناداه مناد من حائط باسمه. قال: وأشرف الذي معي على الحائط فلم ير شيئًا. فذكرت ذلك لأبي فقال: لو شعرت أنك تلقى هذا لم أرسلك، ولكن إذا سمعت صوتًا فناد بالصلاة؛ فإني سمعت أبا هريرة يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال: "إن الشيطان، إذا نودي بالصلاة، ولّى وله حصاص" (16) .
______________________________
(12)وفي رواية لمسلم: "إن الشيطان إذا سمع النداء بالصلاة أحال له ضراط حتى لا يسمع صوته، فإذا سكت رجع فوسوس، فإذا سمع الإقامة ذهب حتى لا يسمع صوته فإذا سكت رجع فوسوس".
(13) في بعض الروايات عند مسلم زيادة: "فهناه ومناه، وذكره من حاجاته ما لم يكن يذكر".
(14) الروحاء: مكان على بعد ستة وثلاثين ميلاً من المدينة.
* قال ابن الجوزي -رحمه الله-: على الأذان هيبة يشتد انزعاج الشيطان بسببها؛ لأنه لا يكاد يقع في الأذان رياء ولا غفلة عند النطق به.
(15) سهيل: هو ابن أبي صالح.
(16) الحصاص هو الضراط، وقيل: شدة العدو.
الاستعاذة من همزات الشياطين وأن يحضرون
· قال الله تبارك وتعالى: (وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين* وأعوذ بك رب أن يحضرون) [المؤمنون: 97-98].
· وعن الوليد بن الوليد رضي الله عنه أنه قال: يا رسول الله! إني أجد وحشة، قال: "فإذا أخذت مضجعك فقل: أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه وشر عباده، ومن همزات الشياطين، وأن يحضرون، فإنه لا يضرك وبالحري أن لا يقربك" .
صحيح لغيره (17) (حم)
______________________________
(17)فقد أخرجه أحمد بإسناد مرسل لكن له شاهد من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا كلمات نقولهن عند النوم من الفزع: "بسم الله أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه وشر عباده ومن همزات الشياطين، وأن يحضرون" أخرجه أحمد أيضًا، وكذلك الترمذي، وقال: حسن غريب.
الاستعاذة من همز الشيطان ونفخه ونفثه
· عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يتعوذ من الشيطان من همزه، ونفثه، ونفخه، قال: وهمزه: الموتة، ونفثه: الشعر، ونفخه: الكبرياء.
صحيح لشواهده (18) (حم)
______________________________
(18) فقد أخرج أحمد وأبوداود من حديث جبير ابن مطعم رضي الله عنه أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي صلاة فقال: "الله أكبر كبيرًا، الله أكبر كبيرًا، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، والحمد لله كثيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرة وأصيلاً".ثلاثًا أعوذ بالله من الشيطان من نفخه ونفثه وهمزه، قال: نفثه: الشعر، ونفخه: الكبرياء، وهمزه: الموتة، وفي بعض طرقه عند أحمد: "اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه" .
قلت: أما همزه ففسر في الحديث بأنه الموتة، وقال أبو عبيد –كما في اللسان- الموتة: الجنون، قال: وإنما سماه همزًا؛ لأنه جعله من النخس والغمز.وقال أبو عبيد أيضًا: وإنما سمي النفث شعرًا؛ لأنه كالشيء ينفثه الإنسان من فيه مثل الرقية.
الاستعاذة بالله عند قراءة القرآن
· قال الله سبحانه وتعالى: "فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم" [النحل: 98].
قال ابن كثير-رحمه الله-: والمعنى في الاستعاذة عند ابتداء القراءة؛ لئلا يلبس على القارئ قراءته، ويخلط عليه ويمنعه من التدبر والتفكر.